The Interpretation of Hadith

Ibn Qutaybah d. 276 AH
69

The Interpretation of Hadith

تأويل مختلف الحديث

Publisher

المكتب الاسلامي ومؤسسة الإشراق

Edition Number

الطبعة الثانية

Publication Year

1419 AH

وَهَذِهِ التَّوْرَاةُ فِيهَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى: "اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ فَقُلْ لَهُ: أَخْرِجْ إِلَيَّ بَنِي بَكْرِيٍّ، بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، لِيَحْمَدُونِي وَيُمَجِّدُونِي، وَيُقَدِّسُونِي، اذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَبْلِغْهُ وَأَنَا أُقْسِي قَلْبَهُ، حَتَّى لَا يَفْعَلَ"١. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: بَكْرِيٌّ أَيْ: هُوَ لِي: بِمَنْزِلَةِ أَوْلَادِ٢ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ، وَهُوَ بَكْرِيٌّ أَيْ: أَوَّلُ مَنِ اخْتَرْتُهُ. وَقَالَ حَمَّادٌ٣ رِوَايَةً عَنْ مُقَاتِلٍ٤، قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ فَائِدٍ: "يَأْمُرُ اللَّهُ بِالشَّيْءِ، وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ ﵇ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ، وَهُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ. قَالَ: إِنَّ تِلْكَ رُؤْيَا. قُلْتُ رُؤْيا الْأَنْبِيَاء وحيٌّ؛ ألم تسمعه يَقُول: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾؟ وَهَذِهِ أُمَمُ الْعَجَمِ كُلُّهَا، تَقُولُ بِالْإِثْبَاتِ بِالْقَدَرِ. فالهند تَقُولُ فِي كِتَابِ "كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ" وَهُوَ مِنْ جَيِّدِ كُتُبِهِمُ الْقَدِيمَةِ: "الْيَقِينُ٥ بِالْقَدَرِ، لَا يَمْنَعُ الْحَازِمَ تَوَقِّي الْمَهَالِكِ، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ النَّظَرُ فِي الْقَدَرِ المغيَّب، وَلَكِنْ عَلَيْهِ الْعَمَل٦ بالحزم".

١ وَفِي نُسْخَة: لَا يعقل. ٢ لَعَلَّ الصَّحِيح: بِمَنْزِلَة أول أَوْلَاد الرجل، فَسقط من النُّسْخَة "أول"، مُسْتَفَاد من تَتِمَّة كَلَامه: أول من اخترته. وَالله أعلم. ٣ حَمَّاد: لَعَلَّه حَمَّاد بن يزِيد وَهُوَ أَبُو إِسْمَاعِيل الْأَزْرَق الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام من أَئِمَّة الْمُسلمين، قَالَ ابْن الْمهْدي: مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ وَلَا أعلم بِالسنةِ مِنْهُ وَلَا أفقه بِالْبَصْرَةِ مِنْهُ. مَاتَ فِي أَوَاخِر الْقرن الثَّانِي الهجري قبل سنة١٩٧هـ وَقيل سنة ١٧٩هـ وَقيل سنة ١٨٩هـ. ٤ هُوَ مقَاتل بن سُلَيْمَان الْبَلْخِي الْمُفَسّر. لم يوثقه عُلَمَاء الحَدِيث وَإِن كَانُوا قد أثنوا على علمه حَتَّى قَالَ ابْن الْمُبَارك: مَا أحسن تَفْسِيره لَو كَانَ ثِقَة، وَسُئِلَ وَكِيع عَن تَفْسِير مقَاتل فَقَالَ: لَا تنظروا فِيهِ، فَقَالَ السَّائِل: مَا أصنع فِيهِ؟ قَالَ وَكِيع: ادفنه. وَقَالَ أَحْمد: لَا يُعجبنِي أَن أروي عَن مقَاتل شَيْئا. مَاتَ سنة ١٥٠هـ. ٥ الْيَقِين: أَي الِاعْتِقَاد، والحازم: هُوَ الضَّابِط لأموره المتثبت فِي شؤونه. ٦ وَفِي نُسْخَة: النّظر.

1 / 81