الذي يراه موطنًا زاخرًا بالصالحين والأخيار والزهاد وبيئة للعبادة والطاعة (١)، وكانت رسائل خاله عبد الله بن حسين بن طاهر التي يبعثها إليه من حضرموت تشدُّ حبل أسفاره إذا طال.
وظل المؤلف وفيًا لأهله ووطنه ساعيًا في إصلاحهما، فنجده في شهر ذي القعدة سنة ١٢٥١هـ يوقع مع السيدين العلويين محسن بن علوي بن سقاف السقاف ومحمد بن حسين بن عبد الله الحبشي ميثاق (تظاهر وموازرة) تَحالَفَ فيه الثلاثةُ على الدعوةِ إلى الله في وادي حضرموت عامة وبين صفوف العلويين خاصة، وإرشاد الناس إلى العلم والعمل بما جاء به الشارع، وأن يتحرُّوا في عاداتهم متابعته ﷺ، وأن يمضُوا في هذا الأمر الشريف والمقصد المنيف، لا يصدهم عنه صادٌ ولا ذو عنادٍ إلى أن يلقوا رب العباد انتهى. (٢)
_________
(١) ينظر: ما قاله المؤلف من أشعار تضمنها ديوانه.
(٢) هذا ملخص الميثاق وينظر نصه: في كتاب «عقد اليواقيت» لتلميذ المتعاهدين الثلاثة: العلامة عيدروس بن عمر الحبشي الذي رأى وثيقة الميثاق وأثبتها بحروفها في ترجمة شيخه محمد بن حسين بن عبد الله الحبشي. (ينظر: عيدروس بن عمر. عقد اليواقيت الجوهرية. (٢/ ٢٤». ويعكس الميثاق حجم الهَمَّ الذي حملوه هؤلاء الرجال، هَمُّ الدين والدعوة والأمة وإصلاح الأهل والوطن، والهِمة التي عاشوا بها، فأين شبابنا من هذه الأحوال وتلمس سير الماضين من الرجال، ولعل في ذلك شحذ للهِمم، ورفع لها عن الاشتغال بسفاسف الأمور وتوافهها.
1 / 22