Ṣuwar min ḥayāt al-ṣaḥāba
صور من حياة الصحابة
Publisher
دار الأدب الاسلامي
Edition
الأولى
Genres
أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ(١)، أَفَحُكْمُ الرِّجَالِ فِي حَقْنِ(٢) دِمَائِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ أَحَقُّ، أَمْ حُكْمُهُمْ فِي أَرْنَبٍ ثَمَنُهَا رُبْعُ دِرْهَمٍ؟!
فَقَالُوا: بَلْ فِي حَقْنِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ.
فَقَالَ: أَخَرَجْنَا(٣) مِنْ هَذِهِ؟
قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ.
قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: إِنَّ عَلِيًّا قَاتَلَ وَلَمْ يَسْبِ(٤) كَمَا سَبَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
أَفَكُنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْبُوا أُمَّكُمْ عَائِشَةَ وَتَسْتَحِلُّونَهَا كَمَا تُسْتَحَلُّ السَّبَايَا؟!...
فَإِنْ قُلْتُمْ: نَعَمْ؛ فَقَدْ كَفَرْتُمْ...
وَإِنْ قُلْتُمْ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأُمِّكُمْ كَفَرْتُمْ أَيْضًا؛ فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ:
﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾(٥).
فَاخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ مَا شِئْتُمْ.
ثُمَّ قَالَ: أَخَرَجْنَا مِنْ هَذِهِ أَيْضًا؟
قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ.
قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: إِنَّ عَلِيًّا قَدْ مَحَا عَنْ نَفْسِهِ لَقَبَ إِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حِينَ طَلَبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ ((الحُدَيْبِيَةِ)) أَنْ يَكْتُبُوا فِي الصُّلْحِ
(١) أنشدكم الله: أستحلفكم بالله.
(٢) حقن دمائهم: صون دمائهم.
(٣) أخرجنا من هذه؟: هل انتهينا من هذه؟.
(٤) لم يسبِ: لم يأخذ سبايا، والسبايا: النساء اللواتي يؤسرن في الحرب.
(٥) سورة الأحزاب: آية ٦.
181