Ṣuwar min ḥayāt al-ṣaḥāba
صور من حياة الصحابة
Publisher
دار الأدب الاسلامي
Edition Number
الأولى
Genres
Biographies and Classes
Your recent searches will show up here
Ṣuwar min ḥayāt al-ṣaḥāba
ʿAbd al-Raḥmān Raʾfat al-Bāshāصور من حياة الصحابة
Publisher
دار الأدب الاسلامي
Edition Number
الأولى
Genres
ثم تناهت(١) إلى أبي ذر - وهو في باديته - أخبار الشيء الجديد الذي ظهر في مكة، فقال لأخيه (أنسٍ) :
انطلق - لا أبا لك(٢) - إلى مكة، وقف على أخبار هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، وأنه يأتيه وحي من السماء، واسمع شيئًا من قوله واحمله إلي.
***
ذهب (أنيس) إلى مكة، والتقى بالرسول صلوات الله عليه وسلامه، وسمع منه، ثم عاد إلى البادية فتلقاه أبو ذر في لهفة، وسأله عن أخبار النبي الجديد في شغف(٣).
فقال: لقد رأيت - والله - رجلًا يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويقول كلامًا ما هو بالشعر.
فقال له: وماذا يقول الناس فيه؟
فقال: يقولون: إنه ساحر، وكاهن، وشاعر.
فقال أبو ذر: والله ما شفيت لي غليلًا(٤)، ولا قضيت لي حاجة، فهل أنت كافٍ عيالي حتى أنطلق فأنظر في أمره؟
فقال: نعم... ولكن كن من أهل مكة على حذر.
***
تزود أبو ذر لنفسه، وحمل معه قربة ماء صغيرة، واتجه من غده إلى مكة يريد لقاء النبي ﷺ، والوقوف على خبره بنفسه.
***
(١) تناهت إليه الأخبار: بلغته.
(٢) لا أبا لك: كلمة تقال في المدح والذم، والمراد بها هنا المدح.
(٣) في شغف: في شوق.
(٤) الغليل: العطش.
144