مش معقول يا دكتور شكري!
د. شكري :
اسمعي يا سعاد. المسأله عاوزة تفكير وعقل. وإذا كنت بتحبي محمود صحيح وعاوزاه يخف لازم تنفصلي عنه. ولفترة طويلة لغاية ما يسترد نفسه ويقف على رجليه. (محمود يتقلب في الفراش.)
سعاد (تبكي) :
أنا مستعدة اعمل أي حاجة عشان محمود يخف. لكن تفتكر يا دكتور انه حيخف لو بعدت عنه؟ وهو؟ حيعيش ازاي لوحده؟ وكمان مش ممكن يفتكر اني اتخليت عنه في مرضه وحالته النفسية تسوء أكثر؟ (محمود يفتح عينيه في ذهول. يتلفت حوله لا يعرف أين هو.)
د. شكري :
اسمعي يا سعاد. إنتي دكتورة وطبعا لازم تفهمي كلامي. أنا عاوزه يحس انك بتتخلي عنه عشان يفوق لحياته ويعتمد على نفسه.
الشعور ده حينمي إرادته يا سعاد. (سعاد تنظر في اهتمام.)
د. شكري :
أنا عارف أن الموقف صعب لكن أنا عارف كمان انك إنسانة قوية. وانتي ضحيتي عشانه قبل كده بحاجات كثير. حاولي تضحي المرة دي عشان محمود برضه. (تبكي في صمت وألم.) (سعاد تجهش بالبكاء. الدكتور شكري يترك مكتبه ويذهب إليها ويربت على كتفها بحنان وعطف.) (يظهر محمود على باب الحجرة وقد نهض من فراشه. محمود يرى الدكتور شكري وهو يربت على كتف سعاد. الدكتور شكري وسعاد لا يريانه. وجه محمود يظهر وقد برزت عيناه من الدهشة والشك والجنون. يعود مسرعا إلى السرير. يجلس عليه لحظة يفكر في أسى. ثم يهب واقفا ويرتدي بدلته ويندفع من باب الحجرة خارجا دون أن يراه أحد من المستشفى.)
Unknown page