ثمن الكتابة
الملخص
شخصيات التمثيلية
الصورة الممزقة (1)
الصورة الممزقة (2)
الصورة الممزقة (3)
الصورة الممزقة (4)
الصورة الممزقة (5)
الصورة الممزقة (6)
الصورة الممزقة (7)
Unknown page
ثمن الكتابة
الملخص
شخصيات التمثيلية
الصورة الممزقة (1)
الصورة الممزقة (2)
الصورة الممزقة (3)
الصورة الممزقة (4)
الصورة الممزقة (5)
الصورة الممزقة (6)
الصورة الممزقة (7)
Unknown page
الصورة الممزقة
الصورة الممزقة
رواية تمثيلية
تأليف
نوال السعداوي
ثمن الكتابة
مقدمة قصيرة
لا أجيد كتابة المقدمات، يمكن أن أكتب قصة من ألف صفحة، ولا أستطيع كتابة مقدمة من نصف صفحة، أما رفيقة عمري فهي شخصية عصية على الفهم، تكتب في النوم كما تكتب وهي صاحية، لا تهتم بدورة الأرض حول نفسها، أو دورتها حول الشمس.
تضحك وتقول: نحن أحرار، ندور كما نشاء؛ حول أنفسنا، أو حول غيرنا، أو لا ندور.
لكن عقلي يدور، رغم مشيئتي، في النوم كما في اليقظة.
Unknown page
أصحو من النوم كل صباح على رنين الجرس، صوتها يأتيني من حيث تكون، في أي مكان فوق كوكب الأرض، هي تعشق السفر منذ كانت طفلة، لا تعود إلى الوطن حتى ترحل، مهما ابتعدت وطال الغياب، أراها أمام باب بيتي، بحقيبتها العتيقة بلون النبيذ الأحمر، حرقتها الشمس وأغرقتها الأمطار في الجنوب والشمال، أصبحت أقل حمرة مما كانت، وإن ظلت حمراء اللون، متينة العجلات قوية العضلات، أقل قوة بمرور الزمن، تجرها من خلفها وهي تجتاز المطارات والمحطات، تنزلق وراءها بخفة فوق الشوارع المرصوفة الناعمة، وتغوص بثقلها في الأزقة حيث الحفر والمطبات، مليئة بالكتب وملابسها وأوراقها، مقبضها متين لا ينخلع، يحمل اسمها، داخل قطعة من البلاستيك الأبيض بحجم كف اليد.
اسمها الثلاثي كان مسجلا في أقسام وزارة الداخلية والشئون الاجتماعية ومصلحة السجون وإدارات الرقابة على النشر والكتابة والمصنفات الفنية.
يحملق ضابط الشرطة بمطار القاهرة في اسمها الثلاثي، يتأمل صورتها في جواز سفرها، يبتسم في وجهها: حمد الله ع السلامة يا أستاذة. يدق بالمطرقة على جواز سفرها فتدخل. وإن وصلت القائمة السوداء إليه قبل عودتها، يعتذر لها برقة ورثها عن أمه، يناولها كرسيا لتستريح وكوب ماء: آسف يا أستاذة، عندي أوامر لازم أنفذها. وإن كان عضوا بحزب الجهاد أو داعش أو حزب الحكومة، يكشر عن أنيابه مبرطما بصوت غليظ، ويحجزها مع حقيبتها في غرفة الحجر الصحي؛ حيث تلتقي بأنواع مختلفة من البشر، بعضهم مرضى بالجذام وإنفلونزا الخنازير، وبعضهم مصاب بالجنون أو الكفر، منهم الكوافير سوسو، كان شهيرا في الحي الراقي بجاردن سيتي، اكتسب ثقافة نادرة من الحلاقة للنساء والرجال، أصابعه ماهرة تدرك أفكارا مدهشة في الرءوس التي تغوص فيها، يأتي سكان الحي الراقي إلى محله الأنيق بشارع التنهدات، نساء ورجال من المثقفين أو الطبقة العليا، يؤمنون أن الإنسان تطور عبر ملايين السنين من فصيلة الثدييات على رأسها الشمبانزي الأم الكبرى، وأن الأرض كروية تدور حول الشمس وليس العكس، وأن الكون نشأ بالصدفة البحتة حين حدث الانفجار الكبير وانتشرت في الفضاء ذرات، تناثرت وتجمع بعضها لتكوين أول مادة أو أول كتلة مادية في الوجود.
وكان من زبائن الكوافير سوسو، أيضا، البوابون والطباخون في قصور الباشوات القدامى والجدد في جاردن سيتي، منهم الحاج منصور الشهير باسم طباخ الباشا؛ رجل سمين مملوء بالسمن البلدي والطعام الفاخر الذي يبتلعه سرا.
وبينما هو يترك رأسه بين يدي الكوافير سوسو، يحكي الحكايات القديمة عن المماليك والأتراك، كيف عاشوا في الأناضول، ولا بد أن يذكر الأسلاف من أجداده وعلى رأسهم جده الكبير، الذي حكى له وهو صغير أن الله خلق للثور قرنين؛ لأنه يحمل الأرض فوق قرن، وإن تعب من ثقلها حرك رأسه ونقلها إلى قرنه الثاني.
ويضحك الكوافير سوسو: مش معقول يا حاج منصور. - لا، معقول يا سوسو، أمال الزلازل والبراكين والبرق والرعد بييجوا منين؟ - منين يا حاج منصور؟ - لما الثور يحرك الأرض على راسه من قرن لقرن يحدث البرق والرعد، والزلازل تهز الأرض.
يضحك الكوافير سوسو: مش معقول يا حاج منصور. - لا، معقول يا سوسو. - الكلام ده كان زمان قبل جاليليو. - جاليليو خواجة يهودي نصراني ما يعرفش ربنا. - لازم تعرف حاجة عن جاليليو يا حاج، اسمعني. - سامعك يا خويا. - جاليليو أمه ولدته في إيطاليا بعد العدرا مريم ما ولدت المسيح بألف وخمسميت سنة أو أكتر، وكانت إيطاليا وأوروبا كلها محكومة بالكنيسة وعايشة في الجهل والظلام، درس جاليليو الطب والهندسة والفلك، واكتشف أخطاء العلماء اللي قبله في اليونان، منهم أرسطو. - أرسطو كان مؤمن بربنا يا سوسو؟ - أرسطو كان مؤمن بالكنيسة يا حاج منصور وبينشر أفكارها في كتبه، واعتبرته الكنيسة الفيلسوف الأعظم وأغدقت عليه الأموال والمناصب، لكن جاليليو عمل منظار جديد واكتشف خطأ أرسطو، وإن الأرض بتدور حول نفسها وحول الشمس، غضبت منه الكنيسة واتهمته بالكفر والإلحاد والخيانة؛ لأنه بيعارض الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة ونظرية أرسطو عن إن الأرض ثابتة لا تتزعزع ولا تتحرك أبد الدهر، قدموا جاليليو للمحاكمة وأدانوه، ومات فقير مسكين معزول في بيته. - مين قال لك الكلام ده؟ - الباشا اللي باحلق له شنبه ودقنه. - الباشا بنفسه يا سوسو؟ - أيوة يا حاج منصور. - لازم كلامه صح مية المية، لكن أنا مش حاسس إن الأرض بتدور يا سوسو! - لأنها بتدور بسرعة كبيرة يا حاج، وانت جزء منها وبتدور معاها. - مش معقول يا سوسو. - مثلا وانت راكب جوة القطر يا حاج، لا يمكن تحس إنه بيجري بسرعة. - لكن القطر غير الأرض يا سوسو، ولا إيه؟ - إيه يا حاج!
وينفجر الكوافير والحاج منصور في الضحك.
تخرج هي، رفيقة العمر، تجر حقيبتها الحمراء ذات العجلات، من غرفة الحجر الصحي بالمطار بعد عدة ساعات، أو عدة أيام حسب مزاج الحكومة والمخابرات، ثوبها مكرمش وشعرها منكوش، نامت على الكرسي وإلى جوارها الحقيبة، تلمسها بيدها إن أفاقت في الظلمة فجأة، تخشى أن يسرقها أحد وهي غارقة في النوم، أو غائبة عن الوعي من شدة التعب، وفي أحد الصباحات، دون سابق إنذار، يأتي الضابط مبتسما، ويقول: مبروك يا أستاذة، صدر العفو الرئاسي عن بعض المعتقلين والمعتقلات بمناسبة العيد. - أي عيد؟
الأضحى الكبير، أو العبور العظيم، أو شم النسيم في بداية الربيع، يصحو الناس في الصباح الباكر ليشموا البصل والرنجة والفسيخ، يتمشون على شاطئ النيل، الأغنياء منهم يشمون النسيم في المنتجعات الجديدة على شاطئ البحر الأبيض بالساحل الشمالي، أو في الغردقة وسواحل البحر الأحمر.
Unknown page
لكن يظل الفسيخ اللذيذ من نبروه، مع أصناف الطعام الفاخر ومعه البصل الأخضر والملانة والرنجة من ضرورات العيد، لإعادة الذاكرة الطفولية والخصوصية الثقافية وتاريخ الأجداد.
كنت أحب الفسيخ وهي لا تطيق رائحته، لا تزورني أبدا في المواسم، لا تحتفل بالأعياد، وعيد ميلادها لا تذكره، إن ذكرتها به تمط شفتها السفلى وتنهمك في الكتابة. - كم عمرك؟ - مش فاكرة. - مش معقولة انتي. - انتي اللي مش معقولة. - ازاي؟ - إيه يهمك من عمري؟ - عاوزة أعرف انتي عشتي كام سنة. - ليه؟ - مش عارفة. (انتهت المقدمة)
1
نوال السعداوي
القاهرة
22 مارس 2017
الملخص
محمود وسعاد زميلان في كلية الطب جمع بينهما الحب والتقدير والحماس لتحرير الوطن من الاحتلال الأجنبي والحكم الملكي الفاسد. يترك محمود الكلية وينضم إلى الفدائيين في القنال يحارب الإنجليز، إلا أنه يعود مهزوما مكسور القلب بسبب تآمر الإنجليز مع الملك والحكومة ضد الفدائيين. يعاني حالة نفسية شديدة الوطأة تؤدي به إلى محاولة للنسيان عبر تعاطي «الماكستون» وهو منبه ضار جدا بالصحة النفسية والجسمية.
لكن سعاد تحاول مساعدته وتضحي بأهلها من أجله، تصبح زوجة له تساعده على الشفاء دون جدوى، أخيرا يصبح خطرا عليها فتهرب بطفلها منه وتعيش من إيرادها فهي طبيبة، ثم تتزوج تحت ضغط أمها والمجتمع، لكن زوجها الثاني يقسو على طفلها، كما أنه يتذمر من انشغالها في عملها الطبي، وينتهي الأمر بالانفصال. ويكون محمود قد شفي في ذلك الوقت بعد أن اقترب من الموت وترك الطب وأصبح صحفيا لامعا. يتم اللقاء بين محمود وسعاد في النهاية.
الصورة الممزقة
Unknown page
تمثيلية
قصة، سيناريو، حوار
الدكتورة نوال السعداوي
شخصيات التمثيلية
سعاد: (البطلة) فتاة شابة جميلة قوية الشخصية. تظهر في المشاهد الأولى صبية صغيرة لها ضفائر طويلة.
محمود: (البطل) شاب قوي الملامح وسيم، نافذ العينين.
والد سعاد:
رجل في الخمسين طيب الملامح، تاجر ميسور الحال، متوسط الثقافة.
والدة سعاد:
امرأة في الأربعين، قاسية الملامح، قليلة الثقافة.
Unknown page
الدادة أم علي:
امرأة بنت بلد في الخامسة والأربعين، مرحة الملامح.
والدة محمود:
امرأة في الخمسين ، قوية الملامح، امرأة مكافحة رقيقة الحال.
أخت محمود عزيزة:
فتاة خرساء لا تسمع ولا تتكلم، ذكية الملامح.
فوزية محمد:
زميلة سعاد في المدرسة، فتاة ناضجة عادية.
ضابطة الداخلية: (أبلة فهيمة)، عانس في الأربعين، قاسية الملامح، متصابية.
ناظرة المدرسة:
Unknown page
عانس في الخامسة والأربعين قاسية الملامح، متصابية.
أبلة ليلى:
مدرسة الرسم، امرأة شابة حلوة.
د. شكري:
رجل ناضج في الأربعين، وقور الملامح والشخصية.
رفاعي:
رجل في الخامسة والثلاثين، قاسي الملامح.
سعد:
شاب عادي، زميل محمود.
عزيز:
Unknown page
زميل محمود، شاب.
توفيق:
ابن عم سعاد، شاب طويل نحيل.
خالد:
طفل صغير في السادسة من عمره.
شخصيات أخرى ثانوية :
كالبنات في المدرسة والطلبة في الجامعة والأطباء والحكيمات ... إلخ.
الصورة الممزقة (1)
الافتتاحية
تصوير سينمائي:
Unknown page
تملأ الكادر صورة وجه محمود (البطل) وقد مزقت إلى نصفين بالطول، فظهر وجهه منقسما بالطول إلى نصفين متساويين.
يتحرك نصفا الصورة مقتربين ومبتعدين تصحبهما الموسيقى المناسبة.
موسيقى تعبر عن معنى التمزق النفسي واليأس، ثم تعبر عن معنى التحدي والكفاح والعمل، ثم تعبر عن معنى البعد والصراع، ثم تعبر عن معنى القرب والهدوء.
تختفي صورة وجه محمود وتظهر صورة سعاد (البطلة) تملأ الكادر أيضا وقد مزقت بنفس الطريقة إلى نصفين بالطول.
نصفا الصورة يقتربان ويبتعدان أيضا كالسابقة، يختفي نصف وجه سعاد ويحل مكانه نصف وجه محمود.
تتردد الموسيقى بين هذه المعاني جميعا بما يتفق والصورة الممزقة التي تظهر على الشاشة.
نصفا الوجهين يقتربان ويبتعدان، ويقتربان، ثم يبتعدان بقوة وبسرعة، لحظة صمت مطبق.
موسيقى عنيفة تعبر عن الانفصال والعنف.
تصوير داخلي:
يملأ الكادر باب مغلق (باب بيت)، لحظة صمت مطبق.
Unknown page
تسمع من خلف الباب المغلق صوت امرأة تصرخ صرخة عالية جدا تنم عن الرعب: آه!
يفتح الباب بقوة وبسرعة وتندفع منه سعاد.
البطلة، تظهر شابة ناضجة مهملة الملابس تحمل طفلها الرضيع على كتفها وقد لف في بطانية صوت صغيرة.
موسيقى مناسبة.
سعاد تجري على السلم وهي تحمل طفلها في فزع وخوف. لا تنظر خلفها.
موسيقى مناسبة.
الكاميرا تصعد إلى الباب وقد أصبح نصف مفتوح . يظهر من خلفه في الظلام الدامس قدمان لرجل يمشي بخطوات ثقيلة.
يسمع صوت وقع القدمين على الأرض ثقيلة مخيفة.
تسمع صوت ضحكة رجل مجنونة: ها! ها! ها!
تتوقف الضحكة فجأة.
Unknown page
لحظة صمت.
تظهر يدا الرجل مكبرتين وهما تمسكان بشيء مدبب طويل (يشبه الحقنة ولكن لا يظهر بوضوح في الظلام). اليدان تتحركان في عصبية وترتعشان. يد منهما تظهر فقط، موسيقى تعبر عن معنى التمزق، وتختفي الأخرى. تظهر اليد وهي ممسكة بالإبرة في الذراع الممدودة.
تسمع صوت صرخة رجل مكتومة تعقبها لحظة صمت: آه!
ثم يسمع نشيج رجل يبكي في يأس.
نشيج رجل مكتوم.
تصوير خارجي:
تظهر سعاد وهي تجري في الشارع وطفلها على كتفها ... تتلفت وراءها في خوف، ثم تجري بسرعة كالمجنونة.
يبدو على وجهها الذعر.
الشارع طويل في الظلام الدامس.
تجري فترة من الوقت.
Unknown page
تصوير داخلي:
سعاد تتوقف لاهثة أمام باب مغلق.
تقف أمام الباب مترددة.
تنظر إلى نوافذ البيت المغلقة في تردد.
تدق الجرس مرة أخرى في حذر.
لا أحد يرد.
تدق الجرس مرة ثانية.
لا أحد يرد.
تدق الجرس بقوة وعنف وخوف.
لا ترفع يدها عن الجرس حتى يفتح الباب. يفتح الباب ويظهر رجل كبير السن بملابس النوم (والد سعاد) على ملامحه الفزع والدهشة والذهول.
Unknown page
سعاد تلقي بنفسها على صدره وتنفجر في النشيج: بابا! بابا!
يضمها الأب في لهفة وهو يرتعش ويقول: سعاد! بنتي! بنتي!
الدموع تظهر في عيني الأب، سعاد تبكي وهي على صدره. الأب يربت عليها في حنان ويداه ترتعشان.
الأب :
أنا كنت عارف إن ده حيحصل!
سعاد :
معلهش يا بابا ... كان لازم اعمل كده!
الأب :
ليه بس كده يا بنتي؟! ليه تعملي كده؟ شوفتي النتيجة إيه؟
سعاد :
Unknown page
معلهش يا بابا! غصب عني!
الأب :
طيب يا بنتي. اطلعي استريحي. اطلعي أودتك استريحي وريحي ابنك. ربنا يفرجها الصبح. (سعاد تصعد السلم إلى حجرة نومها وعلى كتفها ابنها. تدخل حجرة نومها القديمة (حجرة نوم تلميذة في الجامعة لأسرة ميسورة الحال؛ سرير، دولاب، تسريحة، مكتب، كرسي، شماعة ... إلخ).) (سعاد تتأمل الحجرة لحظة وقد غابت عنها طويلا، ثم تضع ابنها على السرير وتغطيه. تترك الطفل وتدور في الحجرة تتأمل كل شيء في شرود. تنظر إلى نفسها في المرآة. ترى شعرها شعثا وملابسها مهملة. تترك المرآة وتعود تتمشى في الحجرة.) (تعثر على عروسة صغيرة. تمسك العروسة في يديها وتتأملها. تجلس على كرسي مريح بجوار السرير وفي يدها العروسة.) (تنظر بإمعان إلى وجه العروسة وتستعيد ذكريات قصتها منذ كانت طفلة تلعب بنفس هذه العروسة التي تمسكها الآن.) (فلاش باك.)
تصوير داخلي:
تظهر أم سعاد في حجرة الطعام.
حجرة طعام في منزل تاجر من تجار بنها ميسور الحال.
أم سعاد تجهز الأطباق على المائدة.
أخو سعاد، ماجد (لا يزال صغيرا أصغر من سعاد بعام واحد) يجلس على أحد كراسي المائدة في كبرياء.
الأم تنادي على سعاد التي في المطبخ.
الأم :
Unknown page
سعاد! سعاد! هاتي الشوربة! (يسمع صوت سعاد وهي ترد من المطبخ.)
سعاد :
أيوه خلاص يا ماما! حاجبها حالا! هه!
الأم (في شدة) :
يالله بسرعة! أخوكي جعان! (سعاد تدخل إلى حجرة الطعام تحمل سلطانية كبيرة من الشوربة.) (تبدو سعاد طفلة في العاشرة لها ضفائر طويلة، تضع سلطانية على السفرة.) (تنظر سعاد إلى أمها في غيظ، ثم أخيها الجالس في غيظ. تمسح العرق من فوق جبهتها.) (الأخ يمد يده بطبق فارغ ويشير إلى سعاد بحركة آمرة أن تغرف له الشوربة.) (سعاد تنظر إليه في غيظ ولا تطيع.)
ماجد (في لهجة آمرة لأخته) :
اغرفيلي شوربة! (سعاد تنظر إليه في غيظ.)
سعاد (في غضب) :
كمان عاوزني أغرفلك! حضرتك طول النهار تجري وتلعب في الجنينة، وأنا طول النهار اشتغل في المطبخ، وبعدين تيجي تقعد زي الملك!
سعاد (تقلد لهجته الآمرة) :
Unknown page
اغرفيلي شوربة! يا دمك يا أخي!
الأم (في شدة) :
إيه يا بنت يا سعاد الكلام اللي بتقوليه لاخوكي ده؟
مش عيب تكلمي اخوكي كده؟
سعاد :
ومش عيب إنه يلعب طول النهار. وبعدين بيجي يقعد ويتأمر؟
الأم :
أمال عاوزاه يعمل إيه؟
سعاد :
يبطل لعب شوية ويدخل المطبخ يساعدني!
Unknown page
الأم :
يدخل المطبخ؟ وهو بتاع مطبخ يا بنت يا سعاد؟
سعاد :
أمال انا اللي بتاعة مطبخ؟! (ماجد ينظر إلى سعاد ويخرج لها لسانه.)
الأم :
أيوه انتي اللي بتاعة مطبخ!
سعاد :
ليه يعني؟ هو أنا أقل منه؟ والا هو أحسن مني؟!
الأم :
هو ولد وانتي بنت! فاهمة يعني إيه بنت؟
Unknown page
سعاد :
لا مش فاهمة!
الأم :
بنت يعني لازم تدخلي المطبخ وتعرفي تطبخي لأن دي حتبقي شغلتك لما تتجوزي وتبقي مسئولة عن بيتك وأولادك.
سعاد :
الطبيخ عمره ما حيبقى شغلتي أبدا. وإذا كان الجواز يعني إني أطبخ مش حتجوز أبدا. (تدخل الدادة تحمل سلطانية كبيرة من البامية وتضعها على السفرة.)
الدادة :
جواز إيه اللي بتتكلموا فيه دلوقت؟ هو وقت جواز والا وقت أكل؟
الأم :
أديكي عارفة الغلبة بتاعة الست سعاد؟
Unknown page
الدادة :
والنبي الست سعاد ما في حد زيها أبدا! إنتي دايما تزعليها كده يا ست سنية! (الدادة ترفع يديها وتدعو الله.) (الأم تغرف الصحون وتضعها على السفرة. الدادة تشير إلى سعاد. يظهر على سعاد السرور والفرح، وتنظر إلى ماجد، وتخرج له لسانها.)
الدادة :
عقبال ماشوفك يا رب يا ست سعاد وانتي دكتورة أد الدنيا والناس كلها تشاور عليكي وتقول أهي الدكتورة سعاد!
ماجد (في سخرية) :
دكتورة! ها ها! ابقي قابليني يا دادة أم علي؟
سعاد :
غصب عنك حبقى دكتورة وبكرة تشوف! على الأقل أنا باطلع الأولى كل سنة. دور على اللي مش بينجح الا لو لحقوه بالملحق!
ماجد (في غضب) :
سامعة يا ماما بتقول لي إيه؟
Unknown page