105

لخلت منهم قراهم والبلاد

وكان هرمز وشارون في خلال ذلك قد أفرغا حمولة الزورق، فلما سمع الموتى هذه الأغنية تصايحوا وضجوا وهموا بزميلي ولكنه تلقاهم بابتسامة استخفاف وقال لهم: أيسوءكم أن يلحق بكم من خلفتم فوقها؟

فارتدوا ساكنين، وتقدم هرمز بورقة فيها بيان مجمل بعدد الموتى، فتسلمها أتروب وبدأ يعد ثم كف وهو يقول: ما أظن ميتا يفلت أو حيا يجيء قبل الأوان. امض بهم يا هرمز إلى ساحة رادا مانتيس.

5

فساقنا هرمز أمامه، وتقدم صاحبي الصفوف وسرت معه في طليعتها وانطلق يغني:

دارنا مغرب أنوار الحياة

من رآها لم ير الضوء الطليق

ما لمن يهوى إليها من نجاه

ما لما يغرب فيها من شروق •••

وهي في الأكوان دنيا عافر

Unknown page