103

4

وقد طار كراه وأقبل على الباب يتعثر في مشيته، ورمى مصراعيه وسأل: من الطارق؟

قال زميلي: «أنا.»

قال «أتروب»: «أنت؟ أنت ماذا؟ ما شأنك هنا؟ ما اسمك؟» فمال إلى زميلي وقال: «كأنما كنت شيئا في الدنيا فيعنيه أن يعرف من أكون.» ثم التفت إلى الحارس وقال: «ومن عسى أن أكون؟ أتراك تتوهمني بروميثيوس قد فك أصفاده وجاء يعتق البشر من أسر الموت؟»

ثم لوح بيده مشيرا إلى الركب الذي في الزورق ورفع صوته مغنيا:

حي يا أتروب ألوان الصباح

طلع الفجر عليكم بالرمم

بين ندب وعويل وصياح

جاء وفد الموت من كل الأمم •••

جاء وفد الموت يحدوه الدليل

Unknown page