============================================================
نواقيسهم(1) الضرب الأول؛ خرجوا من المدينة واقتربوا من عسكر الروم ال وقاموا على تعبنة وتأهب، حتى إذا ضريت النواقيس الضرب الثانى حملوا باجمعهم كل فرقة على من يليها فامتلوا أمرهم ، وانتخبوا لسابور كتيبة عظيمة فيها أشجع أساورته وقام معهم فيما يلى الجهة التى فيها أخبية قيصر.
فلما ضربت النواقيس المرة الثانية حملوا من كل جهة، وقصد سابور اخبية(1) قيصر ولم يكن الروم متأهبين ؛ لعلمهم بضعف الفرس عن مقاومتهم وانهم قد بنوا أبواب مدينتهم، فما شعروا حتى دهمتهم الفرس وآخذ سابور قيصر اسيرا، وغنم جميع عسكره واحتوى على خزاثنه ولم ينج من جنوده إلا الشريد(2) .
و عاد سابور إلى قرار ملكه، فقسم الغنائم بين أهل صسكره، وأفاض الصلات على جميع من فى مدينته بقدر آحوالهم، واحسن إلى حفظة ملكه وشرفهم وفوض جميع امره إلى وزيره الذى تخلصه، ثم أحضر قيصر فاكرمه ال ولاطفه وقال له : إنى مبق عليك كما أبقيتى، وغير مجازيك بتضييق محبسى ال اولكنى آخذتى باصلاح جميع ما أفست من جميع ممالكى، فتبنى ما هدمته، اوتغرس مكان كل نخلة قطعتها من بلادى زيتونة ، وتطلق كل من فى مملكتاى امن اصارى الفرس، فضمن له قيصر ذلك كله ووفى له به، ولما انتهى فى الإصلاح الى بناء ما انظم(2) من سور مدينة جندى سابور . قال سابور لقيصر: انما بنيته من تراب بلادك، فأمر قيصر رعيته من الروم يحمل التراب من بلادهم إلى جندى سابور، فرقع به ما انظم من سورها، ولماتم لسابور ما آراد ل من ذلك كله أحسن إليه وأطلقه إلى دار مملكته بعد أن قال له : خذ أهبتك واستعد عدناى، فإنى غاز آرضى عما قريب.
1) النواقيس ، مفردها ناقوس : وهو الجرس والصوت الذى يضرب فى الحرب .
(2) الأخبية : مفرد خباء وهو كساء من الأبنية يكون من وبر وصوف وشعر والمراد مكان ع الجنود: (2) الذى فارق جعهم وشلهم .
(4) ما هدم وكسر . والمراد أنه أصلح مافى السور من خال .
Page 73