============================================================
ل وقيل : لكل عاثر راحم إلا الباغى ، فإن القلوب مطبقة على الشماتة وقيل : ما أعطى البغى أحدا شينا قط إلا أخذ منه أضعافه . ثم ان مفوضا مهل حتى طفتت النار فدخل جحره، فاستخرج جيفة ظالم فالقاها وأوطن جحره على حال تحفظ واحتر اس واستعداد لكيد التاندين .
فهذا مل عمرو بن سعيد، فى بغيه ومخادعته عبد الملى، ومخالفته إلى دار ملكه وتحصته فيها ، وقد كان عبد الملك فى مخرجه إلى محاربة ابن الزبير عاملا فيما يريد به عز عمرو بن سعيد وبقاء الملك فى آهل بيته وخروجه عن ابن الزبير، إذ كان عز عمرو ابن سعيد عز عبد الملك، وملكه ملكا له، فلم يرض عمرو سعيه ولا أعانه على مصلحة نفسه، وفعل كفعل ظالم مع مفوض لا سع عبد الملى ما ضربه الشيخ من المل، واستبصر فيما أودعه من الحكم؛ سر بذلك سرورا شديدا ، ثم اقبل على الشيخ فقال له : جزيت خيرا فقد عظمت يدك عندى، وانى لأوثر أن تجعل بينى وبيناك موعدا : وتنكر لى مكانا للقاك به بعد يوصى هذا .
فقال له الشيخ : وما الذى تريد بذلك 9 فقال عبد الملك : إنى اريد أن انتفع ال برايك عند الأمير فاكافتك على ما كان منك .
فقال الشيخ : إنى أعطيت الله عهدا، ألا اتحمل منة لبخيل .
فقال له عبد الملك : ومن أين علمت بخلى؟ .
فقال الشيخ : كيف لا أعلم بخلك، وقد أرجأت صلتى ومكافاتى مع القدرة على تعجيلها، فما عليك لو وصلتتى ببعض ما أرى عليك من السلاح والبزة السنية(1).
فقال له عبد الملك : أقسم بالله لقد ذهلت ، ثم نزع سيفه وقال : اقبل منى سيفى هذا ولا تخدع عنه فان قيمته عشرون ألف درهم .
فقال الشيخ : إنى لا اقبل صلة ذاهل ، فدعنى وربى الذى لا يبخل ولا يذهل و سبى (1) الثياب الفاخرة .
Page 37