============================================================
للخلف وهذه المضرية(1) سيوفها على عواتقها تطالبنا بقتلى المرج.
فلما سمع وزراؤه مقالته ذهلت عقولهم وعلموا أن لا مقر ولا مفر، فنكسوا رؤوسهم ولم ينطقوا، فقال لهم عبد الملك : ما لكم لا تتطقون أحضرونى غناعكم فهذا وقت الحاجة إليكم ، فقال له أفضلهم : وأى غنى عننا فى هذا ؟
الا او ب يت والله أنى كنت حرباء على عود من أعواد تهامة(1) حتى تتقضى هذه الفتن .
قال حد عنا الله عنه- : الحرباء : دابة صغيرة طولها أقل من شبر، ال لها قواثم أربع وراس يشبه راس العجل، إذا طلعت عليها الشس، قامت على عود، أو جرتومة، أو حجر، استقبلت الشس بعينها، وجعلت تر اعيها ولا رف عنها بصرها؛ حتى تستوى الشمس فى أعلى فلكها، فتصير على راس الحرباء، فلا يكنها النظر إلى الشمس، فتقلق وتطمل وتخرب بلسانها حكها، كما يفعل من يسوق حمارا، فلا تزال كذلك حتى تزول الشمس، فير الحرباء فتقابلها ببصرها وتر اعيها كذلى، حتى تغيب الشمس فى مغزبها، فاذا غربت ذهبت الحرباء تبتفى ما تاكله ليلتها، حتى إذا طلعت الشمس عادت لفعلها. فتمنى هذا الرجل أن يكون حرباء فرارا من ثلك الفتن .
قال الكهل : فلما سمع عبد الملى مقالة صاحبه؛ علم أن لا غناء عند وزرائه، فقام عنهم وامرهع بلزوم موضعهع، وركب من فوره منفردا، وأمر جماعة كثيفة من شجعان أصحابه وفرسانهم أن يركبوا فى السلاح ويتبعوه مبتعدين منه، بحيث يرون إشارته ان أشار اليهم ففطوا، وسار عبد الملاى ال واتبعه القوم على ما رسم لهم ، فلم يزل سائرا حتى انتهى إلى شيخ كبير السن عيف الجسم سىء الحال وهو يجمع السماق(1) فسلم عليه عبد الملى وآنسه بحديث خفيف . ثم قال له : أيها الشيخ : الك علم بمنزل هذا العسكر؟.
(1) المضرية : نسبة إلى قبيلة مضر، وسمى مضر بذلك لأه كان مولعا بشرب اللبن (2) تهامة : بلاد جنوبى الحجاز والنسبة اليها تهامى . البداية والنهاية (160/2) (3) نوع من الأشجار.
Page 30