============================================================
الطحان فى منامه قائلا يقول له : احتفر فى موضع كذا من مدار الطاحونة تجد كنزا ، فحدث امراته برؤياه وامرها بكتمانه .
الاوكان يقال : من زعم أنه يجد راحة فى إفشاء سره الى غيره فيلتهم عقله؛ لأن مشقة الاستبداد بالسر وترك المشاركة فيه، أقل من مشقة الحذر من انشاره بسبب المشاركة فيه .
الوكان يقال : امران يسلبان الحر كمال الحرية وهما قبول البر(1)، وافشاء الالسن وشرح هذا ان قبلت بره فقد أوجبت على نفسك الخضوع له ، والإحسان الا يرق(1) الإنسان ، وكذلك من اطلعته على سرك فإن حذرك من إفشائه يلزمك ذل التقية(2).
ال وكان يقال : المرأة مؤهلة لبيت تقمه، وطعام ترمه ، وشبق تسكنه وتثير به، فمن أشركها فى آمره وأطلعها على سره فقد التحق بعالمها ، إذ ليس فى قواها الالتحاق بعالمه .
قيل : فلما حدث الطحان امرأته برؤياه ، أخبرت بها جارها الذى تهواه الوتقربت بها من قلبه ، فواعدها أن يطرقا العوضع ليلا ليتعاونا على حفره، لوفعلا ذلك، فوجدا الكنز واستخرجاه فقال جار المرآة لها : كيف نصنع بهذا المال * قالت : نقسمه نصفين بالسواء، ينطلق كل واحد منا بنصفه الى منزله ال وتفارق أنت زوجتك، واحتال انا فى فراق زوجى ، ثم تتزوجنى فاذا اجتمعنا على النكاح جمعنا المال فكان بأيدينا .
فقال لها جارها : انا اخاف ان يطغيك الغنى فتكحى غيرى، وأنه كان يقال: الذهب فى المنزل كالشمس فى العالم . وكان يقال : من بلغ من اليسار(2) ما فوق قدره تتكر لمعارفه، وكان يقال : اليسار مفسدة لالنساء لغظب شهواتىن على عقولهن ، وكان يقال : لا تسمح لولدك ولا لامراتك ولالخادمك بما فوق الكفاية، ان طاعتهم لك بقدر حاجتهم إليك .
(1) أى الإحسان .
(2) يستعبد .
(3) اى الصيانة والستر والحذر .
(4) السعة من العيش والغنى :
Page 114