============================================================
فانسف به ما تحته وسقط فى دهليز (1) القلاية سقوطا اوهنه ، فمكث على حالته ال لا يجد محيصا(1) عن الموضع الذى حصل فيه ، حتى أصبح فدل الراهب عليه فاخذ وصلب، وقد كان الراهب قد اتخذ فى طريق الطاق تقبا وجعل عليه طبقا ينقلب بلولب إذا اعتمد عليه، وغطاه ببعض فرش البيت، فلما قصد إلى الطاق هاربا بين يدى اللص خطر من ذلك التقب وتخطاه لمعرفته بعوضعه، لم يضع رجله على الطبق، واللص لم يعرف ذلك ولا استعل الحزم بالتحفظ، ال بل عول على ما ظهر له من استسلام الر اهب ولم يدر أنه أعد له سلاحا لا يدركه البصر.
لما سمعت القردة المل الذى ضربه لها حازمها، توقفت عن الإقدام على الب وانتشرت تجمع الحطب لإحراقه ، فأتى غر من القردة لم يكن حاضرا نلك الموضع ولا سمع مقالة الحازم ، فنا من الدب وأصغى بأننه إلى آنف للب اايع حس نفسه، فقبض الب عليه وعمد إلى عرق من عروق الخزران فربط طرفه فى وسط القرد وكلفه أن يصعد الشجرة فيجتى له أطايب الثمر ال ويلقيها إليه ، والب ممسك بالطرف الآخر من الخيزرانة ، فلبث بذلى بقية يومه ثم انصرف به الب إلى غاره، فأدخله فيه وسد بابه عليه بصخرة، ولما أصبح غدا على القرد فأخرجه من الغار وانطلق به إلى الغيضة يجنى له الثمر عامة يومه(2)، ثم راح به الى الغار فسجنه به ، فلبث بذلك مدة والدب قد بلغ مناه ، ال والقرد فى أسوأ حال وأعظم مشقة، يظل نهاره فى خدمة الدب ويبيت ليله فى الاوكان يقال : من تعرض لما لا يعنيه تورط فيما لا قبل له به، وكان يقال : شهوات العاقل من وراء فكرته، فاذا انبعتت له شهوة مرت بفكرته فتظر فى مباثها وعواقبها ويدبر فيها بحكم الرأى، وفكرة الأحمق من وراء شهوته فكلما (1) الدهليز : كلمة فارسية تعنى المسلك الطويل الضيق بين الباب والدار .
(2) مهربا ومفرا.
(2) الخيزران، مفرد خيزرانة : وهو نبات كبير الحجم تستعمل عيدانه لصنع الكراسى احيانا.
4) أى طوال يومه.
Page 112