============================================================
ومشقته، ووكل اليه مع هذا حراسة مهجته ورضيه لها بفظها فى مجالس خلوته، ووثق بكفايته فى صون شرابه من بلية وآفة يقصده به أعداؤه من جهة الشراب، أو خلل يدخله على عقله السكر والاضطراب، وكيف يصلح أن يعدل عن الولد الحبيب النجيب بهذا العمل العلى قدره العظيم خطره * أم كيف تطيب ال نفس الولد الفاضل أن يرى أباه صارفا هذا العمل إلى سواه * فليصرف ابن الملك فكره الى ما نكرته له ؛ ليكون ما يظهره من الغبطة بهذه الخطة راجعا الى عقد يوافته ومعنى يطابقه، ولا يتخلق من ذلك بما يتمنى رفضه، ويبرم منه ما يستحب نقضه، فينم عليه بما اسره توسم الأبصار(1) وتكهن الأفكار(2) .
فإنه كان يقال : الرياء سراب يخدع الفطن القاصرة، ولا يخفى عن البصائر الباصرة.
ال وكان يقال : إنما ينبسط سلطان الرياء على السمع والبصر اللنين يدركان الشهادة دون الغيب ، فأما العقل فلا ينبسط سلطان الرياء عليه؛ لأن الأول الآخر قد كاشفه بكثير من الغيب لاختصاصه إياه .
ثم قال حلس : قد فطن الب على بلالته لرياء القرد، فقال بهرام : آخبرنى عن ذلك.
فقال حلس : نكروا ان با كان يسرح فى غيضة ذات اشجار مشرة ، وكان فى تلك الغيضة قرود ، فكان اللب يرى قوة القرود على رقى الشجر والتطرف لأغانها، ويكنها بذنلك من اجتاء أطايب الشمرات، فحدث نفسه بان يصيد قردا منها فيكلفه أن يجتى له الثمر، فصعد شجرة والقى نفسه منها ، والقردة تظر إليه وجعل يتضرر ويتخبط طويلا، ثم تماوت فخفت وفتح فمه وأخفى نفسه، واجتمع القردة لرؤيته، فقال لها حازم منها : إنه لايبعد أن يكون هذا الدب متصنعا خادعا وان الحزم أن يتجنب ويحذر منه ، فإن لم يكن بد من الدنو ه، فهلم نجع حطيا وندوره حوله ونضرم فيه نارا، فان كان متصنعا افتضح وان كان ميتا فلا ضرر علينا فى احترالقه .
ااوأنه كان يقال : عدوك ضدك، وحكم الضدين التتائى، والتتافر، والتباين (1) أى حسن وتبين الأبصار .
(2) الادعاء بمعرفة الغيب .
Page 110