============================================================
الا ومندوبا لها، ومدعوا إليها، ومحضوضا عليها .
وإنه قيل : النصائح بشعة المبادى حلوة العواقب ، فهى كالأنوية ؛ يسوء استعمالها، ويسر مالها، وينم عبها(1)، ويمدح غبها(2).
لوكان يقال : الأمين يصحب الملك باللزوم على الخدمة، والمبالغة فى النصيحة، والخائن يصحب الملك بحسن المداراة وافراط التذلل .
الاوكان يقال : إنما يسعد النصحاء بمظه إذا كان مؤيدا بفضيلة العقل ، فإن لم ل يكن كذلك شقى به النصحاء وسعد به نوو الملق ؛ وهذا لأن الناصح ينفق على من نصح له من عقله، وبالعقل يدرك العقل .
لوكان يقال : اشد اللؤم أن تضن بالنصح على من سمح لكى بالنقة ، وأن تر الصواب عمن هناى لى حجاب سره: الاوكان يقال : أولى العقلاء النصحاء بقبولك منه واقبالك عليه من كانت عادتاى شرطا فى سعابته وعلة لها، ومن كنت معه بهذه المنزلة فسعيه لاى التفسسه، وتبه عناى تب عنه ثم قال حلس لبهرام : إنه قد ساعنى تبرم ابن الملك وضجره لما لقى من خلمة أبيه الملك، وأنا اشير على ابن الملك باظهار المسرة بما اظهر به التبرم ال والضجر، إذ كان الملك قد استعله على عمل لابد للعامل فيه من اظهار البشد والطلاقة، وإن من صحب العلوك بما لا يوافقها تحركت عليه بالغضب، الاولاينبغى مع هذا أن يظهر من ذلك ما يبطن خلافه ، فإن الرياء ينصل(1) عن الطبع نصول الخضاب(2) عن الشعر ؛ ولكن ليتأمل ابن الملك القضية التى كرهها بعين العدل يظهر له حسنها، وذلك أن الملك استعمله على مجلس شرابه الذى هو جماع لنته ، وجالب طربه وسرته وراحة تفسه من نصب التدبير (1) جرعها.
(2) الغب : عاقبة الشىء كالمغية .
(3) نصلت اللحية : خرجت من الخضاب .
الخضاب : ما يخضب به اللحية وغيرها؛ أى ما طون به، وعادة يكون الخضاب
Page 109