تعالى : {وهو الذي جعلكم خلايف الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات (1)} وقال تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (7)} .
ومنها أن العامة وبعض الخاصة تحهل الأقسام التي تحب لملوكها عليها ، وإن كانت متمكنة بجملة الطاعة ، ومنها السعادة العامة في تبجيل الملوك وتعظيمها وطاعتها ، فاحتصرنا من الأدب ما نجعله قدوة لهم وإماما لتأدييهم ولنا في ذلك أجران : أما أحدهما : فلما تبهنا عليه العامة من معرفة الخخاصة ، وكذا الأجر فيما يجب علينا من تقويم كل مائل ورد كل نافر إليها.
( ولما كان الإنسان مفتقرا إلى هذه الأمور غير مستغن عنها وهي) :
( الغذاء) : ليجعله خلفا لما يتحلل من بدنه بالحركة والرياضة .
{اللباس) : ليدفع عن نفسه ألم الحر والبرد والرياح .
({المسكن) : ليصون نفسه ويحرسها من تطرق الآفات .
{الجماع) : ليبقى التوع إذ لا سبيل إلى بقاء الشخص .
( العلاج) : لتغير الكيفيات التيى فيه ، ولما يناله من تفرق الاتصال .
احتاج حينئل إلى الصنائع والعلوم التي تعمل بها هذه الأشياء .
ولما كان الإنسان الواحد لا يمكنه أن يعمل الصنائع كلها ، افتقر بعض الناس إلى بعض ، ولحاحة بعضهم إلى بعض اجتمع الكثير منهم في موضع واحد ، وعاون بعضهم بعضا في المعاملات والإعطاء ، فاتخلوا المدن لينال بعضهم من بعض المنافع من قرب ، لأن الله - عز وجلة - خلق الإنسان بالطبع يكيل إلى الإجتماع والأنس إذ لا يكتفي الواحد من الناس بنفسه فى الأشياء كلها ، ولما اجتمع الناس في المدن وتعاملوا ، وكانت مذاهبهم في التناصف والتظالم مختلفة ، وضيع الله سننا وفرائض يرجعون إليها ريقفون عندها ونصب لهم حكاما يحفظون السنن ، ويأخلونهم باستعمالها لتنتظم أمورهم ويجتمع شملهم ، ويزول عنهم التظالم والتعدي الذي يبدد شملهم ويفسد أحوالهم ، ولما كان الشر يدخل على
Page 93