al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
عُثْمَان بن يحيى بن أَحْمد بن عُثْمَان فِي إب ثمَّ القَاضِي طَاهِر بن يحيى ثمَّ وَلَده مُحَمَّد ثمَّ القَاضِي عَليّ بن أسعد بن الْمُسلم الصعبي تقضى أَيَّام شمس الدولة وَتُوفِّي بسهفنة يَوْم الْجُمُعَة منتصف الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ثمَّ ابناه مُسلم وَعِيسَى توفّي عِيسَى على الْقَضَاء يَوْم رَابِع من رَمَضَان فِي السّنة الَّتِي نزل الرماد من السَّمَاء وَسميت سنة الرماد وَهِي سنة سِتّمائَة
ثمَّ صَار الْقَضَاء إِلَى أهل عرشان بِإِشَارَة من القَاضِي عِيسَى وَالْغَالِب أَنه كَانَ مصير الْقَضَاء إِلَيْهِم قبل موت القَاضِي عِيسَى لمُدَّة لثاني ولايتهم مَعَ سيف الْإِسْلَام ثمَّ حَدِيثهمْ مَعَ القَاضِي مَسْعُود وَلما صَار الْقَضَاء إِلَيْهِ ولي قضا جبلة الْفَقِيه إِسْمَاعِيل بن الإِمَام سيف السّنة وَبِه انْقَضى ذكر أهل عرشان
وَمِمَّنْ ذكر ابْن سَمُرَة من الْقُضَاة بزبيد عبد الله بن مُحَمَّد بن عبلة ولي قضاءها أَيَّام بني مهْدي إِذْ عزلوا بني عقامة ثمَّ رَحل شمس الدولة توران شاه بن أَيُّوب الْيمن وَمَعَهُ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عمر الدِّمَشْقِي وَقد خبر شمس الدولة علمه وفضله فَجعله قَاضِي الْقُضَاة فِي الْيمن أجمع
قَالَ ابْن سَمُرَة وَكَانَ هَذَا القَاضِي كريم النَّفس ذَا مُرُوءَة أَقَامَ بِالْيمن مُدَّة وَتزَوج بهَا ابْنة السُّلْطَان مُحَمَّد بن الْأَغَر الهيثمي فأولدت لَهُ ابْنا سَمَّاهُ هبة الله الْيَمَانِيّ ثمَّ لما عَاد شمس الدولة ديار مصر عَاد صحبته قَالَ ابْن سَمُرَة بَلغنِي أَنه ذُو جاه وَحَالَة جليلة بِمصْر مَعَ صَلَاح الدّين أخي شمس الدولة وَحين صَار الْقَضَاء إِلَى هَذَا وبلغه حَال القَاضِي التسترِي جعله حَاكما بزبيد وَهُوَ أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد التسترِي تفقه بشيوخ زبيد وبأبي عمرَان مُوسَى بن يُوسُف الأصابي مقدم الذّكر وَكَانَ فَقِيها مجودا ورعا نظيف الْفِقْه أجمع على تبجيله وتفضيله المؤالف والمخالف واعترف بفضله كل عَارِف وامتحنه أهل زبيد بِأَلف مسأله من مسَائِل الامتحان فأجابهم عَنْهَا بأجوبة بَيِّنَة
قَالَ ابْن سَمُرَة وَلَقَد سَمِعت من فضائله وَكَرمه مَا يتعجب مِنْهُ السَّامع ويعجز عَن بُلُوغه الطامع وَكَانَ مَقْطُوعًا بأمانته وديانته وَتُوفِّي عَائِدًا من الْحَج فِي قَرْيَة من مخلاف الساعد سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة غَرِيبا وَقد عد ﷺ الْغَرِيب شَهِيدا
1 / 408