al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
الْفَاضِل أَن يضع مجموعا متضمنا لأخبار جَزِيرَة الْيمن فعمله وَهُوَ الَّذِي يعرف بمفيد عمَارَة احْتِرَازًا من مُفِيد جياش وَله ديوَان شعر وَله شعر رَقِيق مونق وَله فِي ديوانه قصائد وأشعار كَثِيرَة يمتدح بهَا الفاطميين من أهل مصر وَجَمَاعَة من خَواص دولتهم كبني رزيك وشاور وَأُخْرَى يمدح بهَا آل زُرَيْع من أهل الْيمن وَجَمَاعَة من دولهم كالعندي وبلال وَبَعض آل بني عقامه وديوانه مَشْهُور وشعره متناقل من أحْسنه مَا قَالَه يرثي بِهِ الفاطميين ... لما رَأَيْت عراص الْقصر خَالِيَة ... عَن الأنيس وَمَا فِي الرّبع سَادَات
أيقنت أَنهم عَن ربعهم رحلوا ... وخلفوني وَفِي قلبِي حزازات
سَأَلت أبله قلبِي فِي السلو وَقد ... يُقَال للبله فِي الدُّنْيَا إصابات
فَقَالَ رَأْي ضَعِيف لَا يطاوعني ... كَيفَ السلو وَأهل الْقصر قد مَاتُوا
يَا رب إِن كَانَ لي فِي قربهم طمع ... عجل بذلك فللتسويف آفَات ... ثمَّ لم يقم بعد ذَلِك غير يسير حَتَّى شنق وَكَانُوا يَقُولُونَ ينعى على نَفسه باللحاق بهم وَكَانَ جيد الصُّحْبَة حسن الألفة وَمن شعره مَا أوردهُ ابْن خلكان قَالَ وَمن جملَة قصيدة مدح بهَا شاور ... ضجر الْحَدِيد من الْحَدِيد وشاور ... من نصر دين مُحَمَّد لم يضجر
حلف الزَّمَان ليَأْتِيَن بِمثلِهِ ... حنثت يَمِينك يَا زمَان فَكفر ... وَمِمَّا يدل على حسن وفائه أَنه لما انْقَضتْ أَيَّام بني رزيك فِي وزارة الفاطميين وأفضت إِلَى شاور وَجلسَ أول يَوْم فِي دست الوزارة وَحَوله جمَاعَة من أَصْحَابهم وَمِمَّنْ لَهُم عَلَيْهِ إِحْسَان وَقَعُوا فِي بني رزيك تقربا إِلَى شاور وَكَانُوا قد أَحْسنُوا إِلَى عمَارَة لم يهن ذَلِك عَلَيْهِ وَقَامَ وَأنْشد
1 / 361