al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
شَيْئا قبيحا وينكر ذَلِك إنكارا شَدِيدا وَلم أتحقق تَارِيخه ولعلي أبحث عَنهُ فِي مظانه إِن شَاءَ الله مَعَ أَنه يدْرك من كَونه مَوْجُودا فِي زمن الْمَأْمُون
وَمن أحسن مَا يذكر من بديهته وَسُرْعَة إجَابَته بِالْجَوَابِ أَنه لما أَرَادَ الْمَأْمُون أَن يوليه قَضَاء الْبَصْرَة استحضره ثمَّ سَأَلَهُ عَن هَالك خلف ابْنَتَيْن وأبوين ثمَّ هَلَكت إِحْدَى الابنتين وخلفت زوجا وَهَؤُلَاء الْوَرَثَة فَقَالَ تبين أَمِير الْمُؤمنِينَ من الْمَيِّت فِي الأولى فَعلم الْمَأْمُون أَنه أصَاب وَهَذِه مَسْأَلَة يسميها الفرضيون بالمأمونية وَلما دخل الْبَصْرَة اجْتمع إِلَيْهِ فقهاؤها وَهُوَ إِذْ ذَاك ابْن ثَمَانِي عشرَة سنة فَقَالُوا مَا سنّ القَاضِي يُرِيدُونَ استصغاره فَقَالَ سنّ عتاب بن أسيد يَوْم ولاه النَّبِي ﷺ مَكَّة ففهموا
وَأما الرشيد فَهُوَ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد ابْن عَليّ بن القَاضِي الرشيد أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الزبير الغساني الأسواني بَلَدا نِسْبَة إِلَى بلد بصعيد مصر يُقَال لَهَا أسوان بِضَم الْهمزَة وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو ثمَّ ألف ثمَّ نون وَقيل بِفَتْح الْهمزَة وَلَيْسَ بِشَيْء
قَالَ ابْن خلكان فِي حَقه كَانَ من أكابرالفضلاء وَذَوي الْفضل والنباهة والرئاسة صنف كتاب الْجنان ورياض الأذهان وَذكر فِيهِ جمَاعَة من مشاهير الْفُضَلَاء وَله ديوَان شعر وَكَانَ مجيدا فِي نثره ونظمه مِنْهُ مَا أوردهُ ابْن خلكان وَقَالَ هُوَ معنى لطيف غَرِيب ... وَترى المجرة فِي السَّمَاء كَأَنَّهَا ... تَسْقِي الرياض بجدول ملآن
لَو لم تكن نَهرا لما عامت بهَا ... أبدا نُجُوم الْحُوت والسرطان ...
1 / 317