الله ﷺ وَأمره أَن يحْفر مَكَانَهُ كَمَا يحْفر لأهل الْمَدِينَة قبرا ملحودا وَذَلِكَ فِي الزاوية الْقَرِيبَة من بَيت عَائِشَة ﵂ وَكَانَت قد قَالَت لأَبِيهَا قبل ذَلِك بِمدَّة إِنِّي رَأَيْت ثَلَاثَة أقمار سقطوا فِي حُجْرَتي وغابوا فِي أرْضهَا فَمَا تَأْوِيل ذَلِك قَالَ يدْفن فِي حجرتك ثَلَاث أفطاب خير أهل الأَرْض فَلَمَّا دفن النَّبِي ﷺ قَالَ لَهَا أَبُو بكر هَذَا أحد أقمارك وَهُوَ خَيرهمْ وَهَذَا آخر مَا أسلفته من أخباره ﷺ متبركا وموجزا
ثمَّ لم يبْق غير الشُّرُوع بِذكر الْعلمَاء بِالْيمن فَأَحْبَبْت تصدير ذَلِك بِمن دخله من فُقَهَاء الصَّحَابَة ﵃ الَّذين شهد لَهُم بالفقه وَأثْنى عَلَيْهِم النَّبِي ﷺ مِنْهُم أَبُو بكر الصّديق وَعبد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كَعْب بن غَالب يجْتَمع مَعَ رَسُول الله ﷺ فِي مرّة بن كَعْب
قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق أَجمعت الْأمة على تَقْدِيمه للخلافة بعد النَّبِي وَلَا يقدم إِلَّا إِمَام عَالم وَكَانَ يُفْتِي بِحَضْرَة النَّبِي ﷺ وَلَا يقدم على الْفتيا بِحَضْرَتِهِ ﷺ مَعَ عظم الْقدر وجلالة الْمحل إِلَّا الموثوق بِعِلْمِهِ والمتحقق لفضله
وَقد ذكرت فِيمَا تقدم دُخُوله صنعاء ورجوعه بجوار ابْن الدغنة كَمَا مضى توفّي على الْحَالة المرضية سنة ثَلَاث عشرَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة خِلَافَته سنتَانِ وَأشهر
ثمَّ عَليّ بن أبي طَالب وَاسم أبي طَالب عبد منَاف بن عبد الْمطلب وَبَقِيَّة النّسَب مُحَقّق فِي ذكر النَّبِي ﷺ دخل حَاكما ومفقها كَانَ يَقُول لما بَعَثَنِي النَّبِي ﷺ الْيمن قلت يَا رَسُول الله أتبعثني الْيمن وَأَنا شَاب وهم كهول وَلَا علم لي بِالْقضَاءِ قَالَ انْطلق فَإِن الله سيهدي قَلْبك وَيثبت لسَانك وَقيل قَالَ اللَّهُمَّ اهد قلبه فَلَمَّا صرت بِالْيمن وحكمت بَين أَهله لم أتعايا فِي حكم قطّ ببركة دُعَائِهِ ﷺ وَكَانَ نُزُوله على أم سعيد بنت بزرج امْرَأَة داذوية أَمِير الْفرس بعد باذان لِأَنَّهُ كَانَ ابْن أَخِيه
1 / 79