198

al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Investigator

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Edition Number

الثانية

ثمَّ قَامَ بعد الْحسن برياسة الْقَضَاء أَبُو الْفتُوح وَسَيَأْتِي ذكره لَكِن جرت الْعَادة غَالِبا أَن مَتى عرض ذكر لأحد من الْأَعْيَان تثبت من حَاله مَا لَاق وَقد عرض مَعَ ذكر الْحسن ذكر المعري ثمَّ ذكر ابْن القم فَأَما المعري فَهُوَ أَبُو الْعَلَاء أَحْمد بن عبد الله بن سُلَيْمَان التنوخي نسبا ثمَّ المعري بَلَدا والتنوخي نِسْبَة إِلَى تنوخ قَبيلَة من الْعَرَب بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَضم النُّون وَسُكُون الْوَاو ثمَّ خاء مُعْجمَة قَالَ ابْن خلكان وَهُوَ اسْم لعدة قبائل اجْتَمعُوا قَدِيما فِي الْبَحْرين وتحالفوا على التناصر وَأَقَامُوا هُنَالك فسموا تنوخا من التنوخ وَهُوَ الْإِقَامَة وهم من نَصَارَى الْعَرَب الْمَذْكُورين فِي كتب الْفِقْه مَعَ بهرا وتغلب وَأما المعري فنسبة إِلَى المعرة بلد صَغِيرَة فِي الشَّام على قرب من بلد حماة وشيرز فسكنها المعري فنسب إِلَيْهَا هَكَذَا كَلَام ابْن خلكان وميلاده يَوْم الْجُمُعَة عِنْد مغيب الشَّمْس لثلاث بَقينَ من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمئة بالمعرة كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة متضلعا فِي فنون شَتَّى وَله كتاب لُزُوم مَا لَا يلْزم وَهُوَ كتاب كَبِير يَقع فِي خَمْسَة أَجزَاء وَله سقط الزند ديوَان شَرحه أَيْضا وَسَماهُ ضوء السقط قَالَ ابْن خلكان وَبَلغنِي أَن لَهُ كتابا سَمَّاهُ الأيك والغصون يُقَارب المئة جُزْء قَالَ وَكَانَ عَلامَة عصره عَنهُ أَخذ جمَاعَة مِنْهُم الْخَطِيب التبريزي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن همام وَأَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن التنوخي وَكَانَ أعمى وَسبب عماه من الجدري

1 / 256