أخوال جده فبركت نَاقَته بِموضع بِالْقربِ من بَيت أبي أَيُّوب فَترك رَحْله فِي بَيته بَيْنَمَا بنى مَسْجِدا حَيْثُ بَركت نَاقَته ثمَّ بنيت مساكنه وَدخل بعائشة وأرئي عبد الله بن زيد مَعَ جمَاعَة الْأَذَان وَهَذَا نِسْبَة حَاله من ميلاده إِلَى سنته الَّتِي هَاجر فِيهَا وَبَقِيَّة أَحْوَاله فِي الْمَدِينَة مَعْرُوفَة متحققة يُؤْخَذ كثيرا نقلا وسطرا وَلما كَانَ فِي سنة تسع حج حجَّته الْمَشْهُورَة بِحجَّة الْوَدَاع وَحجَّة الْبَلَاغ لم يشْهد لَهُ غَيرهَا بعد الْهِجْرَة وَلَا يعلم كم حج قبلهَا
ثمَّ فِي مستهل ربيع الأول من سنة عشر بعث ﷺ جَيْشًا إِلَى الشَّام وَأمر عَلَيْهِم أُسَامَة بن زيد فَأخذُوا بالتجهيز وَمرض ﷺ مَرضه الَّذِي توفّي فِيهِ والجيش إِذْ ذَاك لم يخرج
قَالَ الرَّازِيّ المؤرخ بِإِسْنَاد أوردهُ عَنهُ ﷺ إِنَّه قَالَ نصرت بِالرُّعْبِ وَأعْطيت جَوَامِع الْكَلَام وخيرت بَين الْبَقَاء وَأبْصر مَا يفتح الله على أمتِي وَبَين التَّعْجِيل فاخترت التَّعْجِيل وَنزل عقب ذَلِك سُورَة الضُّحَى وَإِذا جَاءَ نصر الله بكمالهما
وَتُوفِّي ﷺ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الأول على تَمام عشر من الْهِجْرَة لَيْسَ لَهُ فِي رَأسه عشرُون شَعْرَة بَيْضَاء إِذا مَشى تقلع كَأَنَّمَا ينحط من صبب أَي يمشي بِقُوَّة والصبب الحدور ثمَّ بَايع بعض النَّاس وَقيل كلهم فِي ذَلِك الْيَوْم لأبي بكر وَلم يتَأَخَّر أحد عَن الْيَوْم الثَّانِي
وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي تسع نسْوَة عَائِشَة وَحَفْصَة وَأم حَبِيبَة وَأم سَلمَة وَسَوْدَة وَزَيْنَب ومَيْمُونَة وَجُوَيْرِية وَصفِيَّة بنت حييّ
وَجُمْلَة من تزوج بِهن ثَلَاث عشرَة أولهنَّ خَدِيجَة ثمَّ الْمَذْكُورَات والحادية عشرَة زَيْنَب بنت خُزَيْمَة مَاتَت فِي حَيَاته وَكَانَت تسمى أم الْمَسَاكِين لشفقتها عَلَيْهِم وَعقد بِاثْنَتَيْنِ وَلم يدْخل بهما
وَقد ذكر فِي سَبَب ذَلِك وَهل كن أَكثر من ثَلَاث عشرَة أم لَا فِيهِ خلاف يطول شَرحه وغالب أصدقهن أربعمئة
1 / 76