أول خَمِيس من رَجَب فَصَعدَ الْمِنْبَر وَقَالَ الأبيات الْمَشْهُورَة ... خذي الدُّف يَا هَذِه والعبي ... وغني هزاريك ثمَّ اطربي
تولى نَبِي بني هَاشم ... وَهَذَا نَبِي بني يعرب
لكل نَبِي مضى شرعة ... وهاتي شَرِيعَة هَذَا النَّبِي
فقد حط عَنَّا فروض الصَّلَاة ... وَحط الصّيام فَلم نتعب
إِذا النَّاس صلوا فَلَا تنهضي ... وَإِن صُومُوا فكلي واشربي
وَلَا تطلبي السَّعْي عِنْد الصَّفَا ... وَلَا زورة الْقَبْر فِي يثرب
وَلَا تمنعي نَفسك المعرسين ... من الْأَقْرَبين مَعَ الْأَجْنَبِيّ
فَبِمَ ذَا حللت لهَذَا الْغَرِيب ... وصرت مُحرمَة للْأَب
أَلَيْسَ الْغِرَاس لمن ربه ... وأسقاه فِي الزَّمن المجدب
وَمَا الْخمر إِلَّا كَمَاء السَّمَاء ... مَحل فقدست من مَذْهَب ... ثمَّ لما استقام أمره وَغلب على مخلاف جَعْفَر والجند عزم على غَزْو صنعاء وَبهَا يَوْمئِذٍ أسعد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يعفر فَمر بذمار وَأخذ حصن هران وَدخل واليه وغالب من مَعَه فِيهِ بِالْمذهبِ وَلحق بَقِيَّتهمْ بِأَسْعَد ابْن أبي يعفر
وَلما سمع أسعد بِكَثْرَة جيوشه خرج من صنعاء هَارِبا ودخلها ابْن فضل يَوْم الْخَمِيس لثلاث مضين من رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين ومئتين فَنزل الْجَامِع وَحصل