al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
وَكَانَ يَصُوم يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَهُوَ أول من صامهما من مُلُوك الْإِسْلَام وَأول من أحدث المارستانات وَأول من أجْرى الطَّعَام فِي الْمَسَاجِد لَا سِيمَا فِي رَمَضَان وَهُوَ الَّذِي فسح بالحرمين وَفِي أَيَّامه هلك الْحجَّاج فعلى هَذِه لَهُ مَنَاقِب تعد فِي أَيَّامه ﵀ وَغفر لَهُ
وَتُوفِّي الْوَلِيد منتصف جُمَادَى الأولى فِي سنة سِتّ وَتِسْعين مدَّته تسع سِنِين وَسِتَّة أشهر
وَقَامَ بِأَمْر النَّاس بعده أَخُوهُ سُلَيْمَان بطرِيق الْوَصِيَّة من أَبِيه أَيْضا فَاسْتعْمل على الْيمن عُرْوَة بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ فَلبث مُدَّة بَقَاء سُلَيْمَان فِي الْملك وَهُوَ عامان وَتِسْعَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام ثمَّ اسْتخْلف ابْن عَمه عمر بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم الْمَذْكُور أَولا وَأمه ابْنة عَاصِم بن عمر بن الْخطاب ولي باستخلاف سُلَيْمَان وَهُوَ أحد مُلُوك الْإِسْلَام الْمَعْدُودين المقتدى بهم فِي الْعدْل وَحسن السِّيرَة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والتواضع وَالْعلم
قَالَ الإِمَام الشَّافِعِي سُئِلَ عَن أهل صفّين مَا تَقول فيهم فَقَالَ تِلْكَ دِمَاء طهر الله يَدي مِنْهَا فَلَا أخضب لساني بهَا وَكَانَ ملكه قَوِيا من غير عنف لينًا من غير ضعف فَلم يُغير على عُرْوَة ولَايَته بِالْيمن
وَمن عَجِيب مَا حُكيَ أَنه قدم عَلَيْهِ نعيم بن سَلامَة الْحِمْيَرِي وَكَانَ أحد أَعْيَان الْيمن فَقَالَ لَهُ يَا نعيم قَوْمك الَّذين قَالُوا ﴿رَبنَا باعد بَين أسفارنا وظلموا أنفسهم﴾ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَوْمك أَشد جهلا بعث الله إِلَيْهِم نَبيا قد عرفُوا صدقه وأمانته فَقَالُوا ﴿اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحق من عنْدك فَأمْطر علينا حِجَارَة من السَّمَاء﴾ هلا قَالُوا فاهدنا لَهُ فَتَبَسَّمَ عمر
قَالَ ابْن حزم وَفضل عمر بن عبد الْعَزِيز أشهر من أَن يتَكَلَّف ذكره وَتُوفِّي عمر نَهَار الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى ومئة مُدَّة ملكه سنتَانِ وَأَرْبَعَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام وسنه تسع وَثَلَاثُونَ سنة وَلم يكن نَائِب فِي الْيمن غير عُرْوَة كَمَا
1 / 178