Sullam Murawnaq

Akhdari d. 953 AH
121

Sullam Murawnaq

Genres

============================================================

لا شك أن مسامحة المبتدي والاعتذار له مما ينبغي لكل عاقل وذلك لقصور همته وعدم كمال عقله وتوغله في العلم وأنا أذنت لكل من رأى هذا الموضوع فوجد فيه خللا أن يصلحه إن كان أهلا لذلك بعد أن يتأمل وإلا فقد قيل: كم من مزيف قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم فاعذرني يا أخي وانظره بعين الرضا، وإنما ذكرت هذا تنبيها على شياطين الطلبة الذين يمرضون الصحيح ويصححون السقيم وما ذاك إلا لعدم انصافهم وقلة تقواهم وعدم مراقبتهم للجليل الذى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ويعلم خائنة الأعين، والمؤمن يلتمس العذر لأخيه.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: وحسب المؤمن من الشر آن يحقر أخاه السلم"(1)، ويقال: (من ضاق صدره اتسع لسانه)، والحق لا يعرف بالرجال والمؤمن يقبل الحق ولو من الرعاة فضلا عن غيرهم، وإذا كان العذر من حق المبتدي في الزمان المتقدم فكيف في هذا الزمان الصعب الذي اتقرض فيه اكابر العلماء ولم يبق فيه إلا حثالة الحثالة وغلبت العجمة على قلوب الأنام حتى كاد العلم ينقرض بانقراض أهله، فإن قلت إذا كان الأمر كما ذكرت فلم تجاسرت وتجارأت على شيء لا تقدر عليه، قلت: حلني على ذلك تفاؤلي ورجائي من الله عز وجل حصول المأمول من الفنون وقولنا: (عاشر القرون) يعني من سني الهجرة وفي القرن أحد عشر قولا قيل لكل عقد من العشرة إلى الثمانين فتلك ثمانية أقوال، وقيل : مائة وأياه أعني وقيل: مائة وعشرة وقيل: من عشرة إلى مائة وعشرين، وعاشر القرون وهو قرننا هذا الذي ظهرت فيه الفتن واشتد فيه البأس وقوي فيه النحس واشتد فيه طغيان الكافرين وانتشر فيه ظلم الظالمين وكثرت فيه شرار د عبدالقادر شاهين مشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت لبنان.

Page 121