وعاد رضوان يتساءل في كآبة: أنكون في النهاية من رجال السراي؟
فقال عبد الرحيم باشا: العبارة واحدة، ولكن المعنى تغير. فاروق غير فؤاد، والظروف غير الظروف، الملك شاب وطني متحمس، وهو مجني عليه أمام هجمات النحاس الجائرة!
ففرك علي مهران يديه في حبور وهو يقول: ترى متى نهنئ الباشا بالوزارة؟ وهل تختارني وكيلا لوزارتك كما اخترتني وكيلا لأعمالك؟
فقال الباشا ضاحكا: بل أعينك مديرا عاما للسجون، فإن مكانك الطبيعي هو السجن. - السجن؟ لكنهم يقولون إن السجن للجدعان؟! - ولغيرهم، فليطمئن بالك!
ثم ركبه الضجر فجأة فهتف: حسبنا سياسة، غيروا الجو من فضلكم ..
والتفت نحو الأستاذ عطية متسائلا: ماذا تسمعنا؟
فأجاب عنه علي مهران: الباشا سميع وابن حظ، وإذا رقت في نظره تفتحت لك أبواب الإذاعة ..
فقال عطية جودت برقة: لحنت أخيرا أغنية «شبكوني وشبكوه» وهي من تأليف الأستاذ مهران!
فرمق الباشا وكيله، وسأله: منذ متى تؤلف أغاني؟ - ألم أجاور في الأزهر سبع سنوات، غرقت فيها في مفاعيل وفعلاتن؟ - وما للأزهر وأغانيك الخليعة؟ شبكوني وشبكوه! من هو يا حضرة المجاور؟ - المعنى يا معالي الباشا في ذقن الباشا! - يا ابن الهرمة!
ونادى علي مهران السفرجي، فسأله الباشا: لماذا تناديه؟ - ليهيئ لنا مجلس الطرب!
Unknown page