178

فولولت خديجة قائلة: لا أدري، لا أدري، في السجن يا ولداه!

وكانت أمينة صامتة كأن الحزن أخرسها، فقال كمال في لهجة توحي بالطمأنينة: المأمور يعرفنا، كان صديق المرحوم فهمي، وقد تلطف بنا في التفتيش لدرجة لا تصدق، ولا شك أنه سيرعاهما بعطفه!

فرفعت الأم رأسها كالمتسائلة فقالت خديجة في حنق: حسن إبراهيم، ألا تذكرينه يا أمي؟ وقد أخبرته بأنني أخت فهمي فما كان منه إلا أن قال: إننا ننفذ الأوامر يا هانم! أوامر في عينه ...!

واتجهت عينا الأم نحو عائشة ولكنها لم يبد عليها أنها ذكرت شيئا ...

ثم انتحت أمينة بكمال جانبا وراحت تقول له في قلق بالغ: لم أفهم شيئا يا بني، لماذا قبض عليهما؟

فتفكر كمال فيما ينبغي قوله، ثم قال: الحكومة تظن خطأ أنهما يعملان ضدها!

فهزت رأسها في حيرة وقالت: أختك تقول إنهم قبضوا على عبد المنعم لأنه من الإخوان المسلمين، لماذا يقبضون على المسلمين؟ - الحكومة تظنهم يعملون ضدها ... - وأحمد؟! قالت إنه ... نسيت الكلمة يا بني؟! - شيوعي؟ الشيوعيون كالإخوان في ظن الحكومة! - الشيوعيون؟! أشياع سيدنا علي؟

فدارى كمال ابتسامة وقال: الشيوعيون لا الشيعة، هم حزب ضد الحكومة والإنجليز!

فتنهدت المرأة في حيرة وقالت: متى يفرج عنهما؟ انظر إلى أختك المسكينة! الحكومة والإنجليز. ألم يجدوا إلا بيتنا المصاب؟!

53

Unknown page