وزعت أمينة فناجيل القهوة. واتجهت أعين الشباب إلى حيث جلست نعيمة لصق أمها. قال رضوان لنفسه: بنت لطيفة وجميلة، ليته كان في الإمكان أن أصادقها وأزاملها، لو مشينا في الطريق معا لاحتار الرجال أينا الأجمل! وقال أحمد لنفسه أيضا: جميلة جدا، ولكنها كأنما هي ملزوقة في خالتي بالغرا، ولا حظ لها من الثقافة. أما عبد المنعم فقال: جميلة وست بيت وشديدة التقوى، لا يعيبها إلا ضعفها، وحتى ضعفها جميل، خسارة في عين فؤاد، ثم جاوز الحديث الباطني فسألها: وأنت يا نعيمة خبرينا عن رأيك؟
فتورد الوجه الشاحب، وقطبت ثم ابتسمت، وتوتر حالها وهي تمزج الابتسام بالتقطيب؛ لتخلص منهما معا، ثم قالت في حياء واستياء: لا رأي لي، دعني وشأني!
فقال أحمد ساخرا: الحياء الكاذب ..
ولكن عائشة قاطعته متسائلة: الكاذب؟!
فاستدرك قائلا: الحياء موضة قديمة، ينبغي أن تتكلمي وإلا ضاعت منك الحياة ..
فقالت عائشة بمرارة: إننا لا نعرف هذا الكلام.
فقال أحمد، متشكيا دون أن يعبأ بنظرة أمه المنذرة: أراهن على أن أسرتنا متأخرة عن العصر الحديث بأربعة قرون!
فسأله عبد المنعم ساخرا: لم حددتها بأربعة؟
فقال دون اكتراث: على سبيل الرأفة.
وإذا بخديجة توجه الخطاب إلى كمال متسائلة: وأنت! .. متى تتزوج أنت؟
Unknown page