وهذا التصنيف الذي أنوي القيام به لم يسبقني إليه أحد من قبل فيما أعلم والحمد لله فهو جديد في بابه وموضوعه، مع ما فيه من متعة البحث والقيام بحق المهاجرين والأنصار الذين ظلمهم غلاة الشيعة بذمهم وظلمهم غلاة السنة لما خلطوا معهم الظلمة من التابعين بغير إحسان، ومن أساء السيرة فوجب بذلك -عند مغفلي الصالحين من السنة- محبة العدل والظلم، الصلاح والفسق، فصارت القلوب تجمع هذا الحب المتناقض إكراها للنفس حتى تبقى عقيدتها سليمة!

هكذا حاول كثير من العلماء المتأخرين أن يفهمونا المسألة! معرضين عن نصوص الكتاب والسنة في الولاء والبراء، في محبة أهل العدل والصلاح وبغض أهل الظلم والفساد، أو على الأقل معرفة الشر وأهل الشر حتى لا يتخذ قدوة.

أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يبصرنا بالحق ويعيننا على اتباعه ويبصرنا بالباطل ويعيننا على اجتنابه.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه من المهاجرين والأنصار وعلى من اتبعهم بإحسان.

Page 328