Sufiyya Nashatha Wa Tarikhha
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Genres
ونظرا لأن حكم الإمبراطورية الروسية والحكم السوفييتي من بعده قطعا الصلات على نحو حاسم مع التراث القديم، فإن ما عاود الظهور إلى السطح في تسعينيات القرن العشرين كان مزيجا غريبا من التقاليد الشعبية الريفية المتذكرة، وابتكارات قومية جديدة لطوائف الأولياء .
124
وعزز انقطاع الصلة بالتقليد استخدام السوفييت للحروف السيريلية بدلا من الحروف العربية، وترويجهم للغة الأوزبكية كلغة قومية؛ مما جعل - على غرار ما حدث في تركيا المعاصرة - الكتابات الصوفية القديمة التي ألفت في المنطقة، والمكتوبة بالفارسية والعربية، من غير الممكن قراءتها إلا من خلال محاولات ترجمتها التي لا تتم كثيرا، ونظرا لتعرض معظم العائلات الصوفية القديمة للاضطهاد، وسلب تراثهم منهم، فإن من عملوا على إحياء التقليد الصوفي من جديد بعد سقوط الحكم السوفييتي كانوا أساتذة جامعات متدينين، أمثال الكاتب الأوزبكي صدر الدين سالم بخاري، الذي كان متخصصا في دراسة أعمال الشاعر الألماني جوته.
125
منذ بداية سبعينيات القرن العشرين، شهدت تركيا ظهور الطريقة النقشبندية في الحياة التركية من جديد، خاصة تحت الستار المؤسسي للأحزاب السياسية المحافظة اجتماعيا.
126
وعلى غرار المناطق الأخرى، اتخذت التقاليد الروحانية والفكرية وكذلك المؤسسية للصوفيين أشكالا جديدة - كما هو الحال مع الحركة النورسية التي أسسها سعيد النورسي (1878-1960) المسجون المؤيد للطريقة النقشبندية - تجنبت وصف نفسها بأنها صوفية؛ بسبب الوصمة التي اكتسبتها الصوفية من جراء انتقادات القوميين العلمانيين والإصلاحيين الدينيين لها.
127
وفي تركيا كون فتح الله جولن (1941-...) تقاربا أكثر انفتاحا مع الصوفية، من خلال التأكيد على أهمية المعتقدات الصوفية وليس مؤسساتها،
128
Unknown page