وربما كان القول الذى لم يؤلف ركيكا إن كانت المأخوذة فيه إما بعيدة من الشهرة جدا، أو كاذبة؛ وربما كان لا يستحق أن يستهأن به. فإذا كان القول عادما لشىء من أمثال هذه المسائل نحو أى شىء كان القول، ولأن المتكلم لم يأخذه على ما أخذ ولا ألف، فإن القياس يكون ركيكا. وإذا كان من الأشياء التى من خارج، فليس يسهل أن يستهان به، بل يكون القول رقيقا، فإن الذى سأل لم يسأل حسنا.
وهذا مثل أن يجعل النقض: أما أحيانا فمصروف إلى القول، وأحيانا مصروف إلى السائل وإلى السؤال. وليس يكون فى وقت من الأوقات مصروفا إلى غير هذه، وكذلك إذا سألنا، فإذ أن يسأل وأن يؤلف يكون بحسب الموضوع وبحسب المجيب وبحسب الزمان إذا كان الزمان الذى يتكلم فيه فى النقض زمانا طويلا.
〈خاتمة عامة〉
فأما كم وأى الأشياء هى التى تكون منها ضلالات المتكلمين، وكيف يعمل فى إظهار كذب الكاذب الذى يأتى فى قوله بالعجائب، ومماذا يعرض السولوقسموس، وكيف يسأل، وكيف ترتيب المسائل، ونحو ماذا ينتفع أيضا بهذه الأقاويل كلها التى تجرى هذا المجرى، وفى كل جواب على الإطلاق، وكيف ينقض الأقاويل والسولوقسموس: فقد تكلمنا فى جميع هذه الأشياء. فلنتكلم الآن بإيجاز فى الغرض الذى إياه قصدنا من أول الأمر على جهة الإذكار. ونختم بعد ذلك ما تكلمنا فيه.
Page 1005