Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
Publisher
إدارة ترجمان السنة
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Publisher Location
لاهور - باكستان
Genres
الأربعة الشيعية، في عيونه عن علي بن موسى الرضا - الإمام الثامن المعصوم لدى القوم - أنه سئل:
(أتخلو الأرض من حجة؟ فقال: لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها) (١).
وكذلك بوّب القمي بابا مستقلا في كتابه (كمال الدين وتمام النعمة) العلة التي من أجلها يحتاج إلى إمام: وأورد فيه أكثر من عشرين رواية: منها ما رواها عن الباقر بن علي زين العابدين:
(لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله) (٢).
وأورد الملا باقر المجلسي في بحاره أكثر من مائة حديث عن أئمته في هذا المعنى، منها ما رواها عن علي بن الحسين أنه قال:
(ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم ﵇ من حجة فيها، ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله) (٣).
وكتب القوم مليئة من مثل هذه الروايات والأحاديث، نكتفي على هذا القدر من البيان.
وإن الصوفية لأخذوها منهم بكاملها بدون أيّ تغيير وتبديل، غير أنهم جعلوا الحجة وليّا من أوليائهم، أو صوفيا من جماعتهم بدل الإمام لدى الشيعة، فيقول أبو طالب المكي في قوته، مستعملا حتى الألفاظ الشيعية ومصطلحاتهم نقلا عن علي ﵁ أنه قال:
(لا تخلو الأرض من قائم لله تعالى بحجة، إمّا ظاهر مكشوف، وإمّا خائف مقهور لئلا تبطل حجج الله تعالى وبيّناته) (٤).
ومثل ذلك أورد الطوسي السراج أبو نصر عنه:
(١) عيون أخبار الرضا لابن بابوية القمي ج١ ص ٢٧٢ ط انتشارات جهان إيران. (٢) كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه القمي الباب الحادي والعشرون ج ١ ص ٢٠٢ ط دار الكتب الإسلامية طهران الطبعة الثانية ١٣٩٥ هجري قمري. (٣) بحار الأنوار للمجلسي ج ٢٣ في مواضع شتى. (٤) قوت القلوب في معاملة المحبوب لأبي طالب المكي ج١ ص ١٣٤.
1 / 213