Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Genres
اعترف فيها بوضع مملكته تحت حماية مصر. وهذه المعاهدة بلغت لسمو الخديوي واتخذت أساسا للمذكرة الرسمية التي أصدرتها مصر وقررت بموجبها ضم جميع الأراضي الواقعة حول بحيرات «فيكتوريا وألبرت الكبرى»، وهذه المذكرة قد اختفت من دار المحفوظات بمصر.
والمذكرة التي يومئ إليها الكولونيل شابي هي تلك المذكرة التي أرسلها شريف باشا ناظر الخارجية إلى قناصل الدول الجنرالية بمصر، ومن جملتهم بحكم الطبع قنصل إنكلترا، ولقد جاء بعد تعداد المواقع الحربية المختلفة التي خاضت غمارها العساكر المصرية واحتلال تلك الأراضي ما يأتي:
وعلى ذلك قد تم إلحاق جميع البلاد الواقعة حول بحيرة فيكتوريا وبحيرة ألبرت بمصر، وفتحت البحيرتان وروافدهما ونهر السومرست للملاحة، وصارت ممهدة للاستكشافات التي يقوم بها غوردون باشا.
وإن في ذلك لأوضح دلالة على ما لمصر من حقوق في تلك الأقطار، وأقوى برهان على طموح أنظار الإنكليز إلى تملكها.
وفي عام 1876 قال غوردون باشا: إنه لما كان مديرا عاما لمديريات خط الاستواء - «راجع كتاب الكولونيل غوردون باشا في أفريقية الوسطى ص177» - أرسل نور أغا محمد - وهو الذي ترقى فيما بعد إلى رتبة أميرالاي وكان قائدا لجيوش المديرية - ومعه 160 جنديا؛ ليبتني محطة عسكرية في «أورندجاني» من أعمال أوغندة. ولكنه إجابة لطلب أمتيزا ذهب وابتناها في عاصمته «روباجا» «كامبالا» الآن، وزاد غوردون باشا على ذلك فقال: إنه ما دامت هذه هي رغبة الملك فسيترك ال 160 جنديا تعسكر في عاصمته . وفي استطاعته إذا حدثت الملك نفسه بإحداث قلاقل أن يأخذه أسيرا. وكانت كتابة غوردون باشا لهذه الأسطر في 2 أغسطس سنة 1876م.
وكان غوردون باشا قد نوى أن يسافر إلى «روباجا» قاعدة مملكة أمتيزا، ولكنه عدل عن هذا الرأي وقال «ص181» بتاريخ 18 أغسطس إنه غير هذه الفكرة، وأزمع على أن يرسل 90جنديا إلى نور أغا لتعزيز ال 160 جنديا السابق إرسالهم إلى «روباجا»، وأنه بضم هاتين القوتين إلى بعضهما يصير في هذه الجهة قوة كافية.
وهذا يظهر بكيفية لا يتطرق إليها الشك أن غوردون باشا كان يؤيد احتلال جنود مصر لعاصمة أوغندة تأييدا تاما، ويقرر أن ذلك الاحتلال أسمى في حكم الأمر الواقع.
وكان غوردون باشا قد بادر بإحاطة الخديوي إسماعيل بأنه احتل «أورندجاني» و«روباجا» عاصمة أوغندة.
وقد عثرنا في جريدة الوقائع المصرية بالعدد رقم 674 ص1 بتاريخ 10 سبتمبر سنة 1876 على التلغراف الذي أرسله غوردون باشا إلى الخديوي إسماعيل في هذا الشأن، فقد جاء في العدد المذكور ما نصه:
ورد تلغراف إلى المعية السنية من سعادتلو غوردون باشا في 2 أغسطس سنة 1876 يتضمن أن «الملك أمتيسا» «ملك أوغندة» طلب مني عساكر لأجل إقامتها في بندر حكومته، فأرسلت إليه مائة وخمسين عسكريا، ورتبت ثلاثين عسكريا في بلدة «أورندكاني» ومثلها في بلدة «بكبتيسه»، فكانت تلك الجهات والحالة هذه في حيزة الحكومة المصرية، وقد وصلنا إلى «مكانكو» في 27 جمادى الثانية سنة 1293 «20 يولية سنة 1876» بعد سفر سبعة أيام من «دوفلي»، والبحر هناك جيد صالح لسير السفن فيه بسهولة. وشطوطه معمورة بكثرة الناس فيه، وأراضيه صالحة للزراعة. وبعد ثلاثة أيام نتوجه إلى بلاد «مرولي» و«أرندكاني» و«أمتيسا». ويمكننا الوصول إلى سائر تلك الجهات بغاية الراحة التامة والسهولة. ا.ه.
Unknown page