Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Genres
قومندان العمارة البحرية
القومندان كولن كبل
قومندان العربان المتحابة
الماجور ستيوارت ورتلي
وفي 24 أغسطس سنة 1898 زحف الجيش من ود حامد إلى جبل الرويان جنوبي شلال السبلوقة. وكانت البواخر تتقدم في النيل والجمال في البر والعربان الموالية في حذائه في الشرق. وقد أرسل السردار إلى التعايشي الكتاب التالي:
اعلم أن شرورك في السودان، ولا سيما قتلك الجم الغفير من نفوس المسلمين الأبرياء أوجبت تقدمي بجيوشي إلى هذه البلاد لدك سلطتك وإراحة البلاد من شرك وبغيك. ولكن بين جيوشك كثير من الأهلين الكارهين لك ولحكومتك ومن العواجز والنساء والأولاد الذين لا نريد أن يلحقهم سوء . فاعزل هؤلاء من ديمك إلى مكان لا تصله القنابل والرصاص لئلا يقتلوا وتكون أنت المسئول عن دمائهم أمام الله، واثبت أنت وأشياعك فقط في ساحة القتال لتلاقوا النقمة التي أعدها الله لكم، وأما إن كنتم تودون التسليم حقنا للدماء فاعلموا أننا نستقبل رسلكم استقبالا حسنا ونعاملكم بالعدل والسلام - في 11 ربيع الآخر سنة 1316ه. •••
علم التعايشي بتقدم الجيش فحشد جيوشه في أم درمان، وحصن 17 طابية منها طابية المقرن والسراي في الخرطوم، وكان عنده 63 مدفعا في يد الأسرى من الطبجية المصريين. ووضع الألغام في النيل.
وتجاوز الجيش في أول سبتمبر سنة 1898 جبل كرري عند الظهر، ووقف عند العجيجة على بعد ثمانية أميال من أم درمان، واستولى على بعض الطوابي ورميت أم درمان بالقنابل، وفتحت توتي والخرطوم.
وحدثت واقعة أم درمان في يوم الجمعة 2 سبتمبر سنة 1898، إذ خرج التعايشي ومعه 51789 مسلحين، وتقدم لمقابلة الجيش المصري، وأقام الجيش الإنكليزي زريبة من شوك. وقد تقدم الخليفة التعايشي لمهاجمة الزريبة، وتوارى بجبل ضرغام، وكان معه عثمان دقنه ومساعد قيدوم، وهجمت جيوش التعايشي في هيئة هلال على بعد نحو 2500 ياردة من الجيش المصري، وهجم الثوار على الزريبة وأشعلوا النار بها، وكانت المدافع تحصدهم وكانوا لا يهابون الموت. وقد هجم السواري الإنكليز وتوالى الهجوم مرة ثانية، وتقدم السردار إلى أم درمان، وحصل هجوم ثالث، وفر الخليفة عند انهزام جيش الراية الخضراء وموت أخيه يعقوب، وتوجه الجيش إلى احتلال أم درمان الساعة 11 ونصف في 2 سبتمبر سنة 1898.
وقد طارد السردار التعايشي. وفي يوم الأحد 4 سبتمبر، أي بعد الموقعة بيومين عبر السردار النيل إلى الخرطوم، ورفع الرايتين المصرية والإنكليزية على خرائب سراي الحاكم العام.
Unknown page