ويقول بعد بيته ذاك:
يقتن جيادنا ويقلن لستم
بعولتنا إذا لم تمنعونا
أما اليوم فصرنا شركاء في النضال والدفاع، وليس هذا بشيء جديد. كذلك كنت يا سيدتي في الزمن الأبعد، كذلك كنت يوم خلقت جدتك حواء وجدنا آدم، أما تنعما معا في الفردوس ثم عصيا وطردا من جنة ربهما؟ إذن هذه المساواة بيننا قديمة العهد؛ ولذلك سموك شريكة الحياة.
حسبك يا سيدتي أن ينتصر لك السيد المسيح، فيقول لمضطهديك: «من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر.» أما جاء رسول الله محمد - عليه الصلاة والسلام - ففرض لك وأعطاك ما أنت جديرة به من حقوق؟ وقد سماك قارورة فلا تجعلي نفسك خابية لاذقانية ...
فلو اعتبرتك التوراة أقل عقلا من الرجل، ما حملتك مسئولية المعصية حين أكلت تلك التفاحة فوقع القصاص عليكما معا.
منذ البدء يا سيدتي ويدك في يد ابن عمك الرجل، كنت إلى جانبه في ظلمة الكهف تحتملين المشاق وتناضلين، وحين بنيتما القصور اتكأت على الخز والديباج وجعلت بيتك جنة ذات حور وولدان، فلله أنت صالحة! فلولاك كان الوجود حملا ثقيلا، وكانت الأرض جهنم حمراء.
تقول التوراة إن يهوه رأى الوجود ناقصا فخلق المرأة، وهكذا تكون المرأة الوتر الذي تمت به آلة التكوين الشجية الألحان، ولولا هذا الوتر لظلت شوهاء جوهاء جوفاء.
فإن صحت رواية أنها ضلع من أضلاع الرجل، فيكون الله - جلت قدرته - قد شرفها منذ البدء بهذا الخلق، وشتان ما بين التراب واللحم ...!
وإذا كانت لم تخلق على هذه الصورة، فيكون القالبان قد صبا في وقت معا، ولا مجال إذن لهذا التفريق بين المخلوقين.
Unknown page