الكسل، تأملوا النحل والنمل وتعلموا منها، اهتموا للغد، فالغد لا يهتم لشأنه، وليس قصد المعلم يسوع الشاب أن تناموا على ظهوركم فيأتيكم رزقكم في أنابيب، لا وألف لا، إني أسأل المفسرين الأتقياء أن يتكلوا عليه ليلة واحدة ويوزعوا مئونتهم على الفقراء. أما أخذ المعلم الوزنة الواحدة من العبد البطال الكسلان وأعطاها صاحب الوزنات الخمس لأنه تاجر وربح؟ ألم يخرج ذلك العبد البطال إلى الظلمة البرانية حيث البكاء وصريف الأسنان؟
أيها الأبناء
إنكم لقائلون: حدثنا هذا المعلم عما نعلم ونعمل، ولم يحدثنا عن مهمته.
يا أولادي أوصيكم، بل أوصي النابهين منكم بالآداب خيرا، إنها عصارة كرم الأمة، استنبطوا فيها وأبدعوا لتخلقوا مثلا عليا، وإن لم نطعمكم خبزا فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
بركة الثقافة تشملكم جميعا!
صدر عن كرسينا في عين كفاع.
فتش عن ذاتك
الطبيعة أم تقاسي مشقات كثيرة حتى تكون أبناءها، وهي تأبى أن يتوجه - من تعبت حتى أنتجته - في غير الطريق التي خلقته لها، فإذا رأيت رفيقا لا يسير على الدرب الذي خطها له ذووه، فاعلم أن فيه منبها داخليا يهتف به: ليست هذي طريقك، دربك من هنا.
إن صاحب الموهبة لا يستقر إلا في مكانه، قد لا يهتدي منذ أول خطوة، ولكن الطبيعة تعمل دائما حتى توجه ابنها، تقاوم أبويه ومعلميه وكل من يعنيهم أمره حتى تضعه في صحنه ويعمل عمله.
فالموظف عندنا يريد أن يكون ابنه مثله ويرث عرشه، والكاهن يريد أن يكون في بيته من يرث جبته وقاووقه، والمحامي يتمنى لو يخرج ابنه من البطن لابسا الروب ويكلم الناس في المهد صبيا.
Unknown page