Subul Huda
سبل الهدى والرشاد
Investigator
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض
Publisher
دار الكتب العلمية بيروت
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
Publisher Location
لبنان
ما عنده. فقال لي رسول الله ﷺ: «فقّر لها» فإذا فرغت فآذنّي حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي ففقّرت لها وأعانني أصحابي حتى فرغنا منها، فجاء رسول الله ﷺ فكنا نحمل إليه الوديّ ويضعه بيديه ويسوّي عليها التراب، فغرسها كلها إلا نخلة واحدة غرستها بيدي.
وفي رواية: غرسها عمر. فأطعم النخل كلها من سنته إلا تلك النخلة. فقال رسول الله ﷺ:
«من غرسها»؟ قالوا: عمر فنزعها وغرسها بيده فحملت من عامها. فو الذي بعثه بالحق ما ماتت منها وديّة واحدة.
وبقيت عليّ الدراهم، فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل بيضة الحمامة من ذهب،
فقال لي رسول الله ﷺ: «خذ هذه يا سلمان فأدها عنك دينك» . فقلت: يا رسول الله وأين تقع هذه مما عليّ؟ فقلبها على لسانه ثم قذفها إلي ثم قال: «انطلق بها، فإن الله سيؤدّي بها عنك. فو الذي نفسي بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقية من ذهب فأديتها وبقي عندي مثل ما أعطيتهم» .
رواه الإمام أحمد وابن سعد والبزار والطبراني وأبو نعيم وغيرهم [(١)]، من طرق أدخلت بعضها في بعض وسقتها كما تقدم.
تنبيهات
الأول: في رواية: أن سلمان من فارس. وفي رواية: من أهل إصبهان بكسر الهمزة وفتحها. وفي رواية: أنه من أهل جيّ بجيم مفتوحة فمثناة تحتية مشددة. وفي رواية: أنه من رامهرمز.
والجمع بين هذه الروايات: أن جي مدينة أصبهان، وأنه ولد برامهرمز، وأصله من فارس كما صرح بذلك في رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن [(٢)] كما في تاريخ أبي نعيم ودلائله.
الثاني: في رواية: أنه قدّم للنبي ﷺ تمرا. وفي رواية: رطبًا. وفي رواية: خلالًا بفتح الخاء المعجمة، وهو البلح. وفي رواية: لحم جزور. وفي رواية: لحم بطّ. وليس بمنكر أن يكون سلمان قدّم ذلك إما في مجلس واحد فحدّث بهذا مرة وبهذا مرة، وإما في مجالس، كل واحد مما ذكر في مجلس، احتياطًا واستظهارا.
[(١)] أخرجه أحمد في المسند ٥/ ٤٤١، وأبو نعيم في الدلائل ٢١٣، وابن سعد في الطبقات ٤/ ٥٦. وما بعدها. [(٢)] أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزّهري المدني أحد الأعلام. قال عمرو بن علي: ليس له اسم. عن أبيه وأسامة بن زيد وأبي أيوب وخلق. وعنه ابنه عمر وعروة والأعرج والشعبي والزّهري وخلق. قال ابن سعد: كان ثقة فقيها كثير الحديث، ونقل الحاكم أبو عبد الله أنه أحد الفقهاء السبعة عن أكثر أهل الأخبار. مات سنة أربع وتسعين وقال الفلّاس: سنة أربع ومائة. الخلاصة ٣/ ٢٢١.
1 / 109