وثلاثِ مئة، على ما ذكر تلميذُه أبو سعيد محمَّد بن علي الخَشَّاب (١) .
وقيل: وُلدَ يوم الثَّلاثاء، العاشرِ من جُمادى الآخِرَة، سنةَ ثلاثينَ وثلاثِ مئة.
نَشأتُه وطَلَبُه للعِلم:
نشأ أبو عبد الرحمن السُّلمي في بيتٍ يغلبُ عليه التصَوُّف والزُّهد؛ فأبوه الحسين بن محمَّد كان من الزَّاهِدينَ السَّالكين طرقَ التصوُّف، ولم يُعرَف عنه العنايةُ بطلب العلم أو رواية الحديث.
أمَّا جَدُّه لأمه فهو الشيخُ العالم المحدِّث الزاهد الصُّوفي الكبير أبو عمرو إسماعيل بن نُجَيد بن أحمد بن يوسُف السُّلمي (٢) . وأمَّا جدُّ جدِّه أحمد بنُ يوسفَ السُّلميُّ فكان من ثقاتِ المحدِّثينَ، سأل أبو عبد الرحمن السلمي عنه الدارقطنيَّ فقال: ثقةٌ نبيل (٣) .
ولقد لازمَ السُّلميُّ جدَّه أبا عمرو ملازمةً، فانتفع بذلك أيَّ نفع، فكان رفيقَه في حضور العلم ومجالس الرِّواية والتحديث. ولم ينتفع
_________
(١) انظر ترجمته في "المنتخب من السياق" للفارسي (ص٥٥-٥٦)، و"سير أعلام النبلاء" (١٨/١٥٠) .
(٢) ولد ابن نجيد سنة اثنتين وسبعين ومئتين، وتوفي سنة خمس وستين وثلاث مئة، كنيته أبو عمرو. ترجم له السلمي في "طبقات الصوفية" (ص ٤٥٤- ٤٥٧)، وله ترجمة في: "سير أعلام النبلاء" (١٦/١٤٦- ١٤٨)، و"العبر" (٢/٣٣٦)، و"الوافي بالوَفَيات" (٩/١٣٧- ١٣٨)، و"طبقات الشافعية الكبرى" (٣/٢٢٢- ٢٢٤)، و"البداية والنهاية" (١٥/٣٧٧)، و"الرسالة المستطرفة" (ص٨٧- ٨٨) .
(٣) انظر النص رقم (٥) من كتابنا هذا.
1 / 34