112

Sūʾ al-khuluq

سوء الخلق

Publisher

درا بن خزيمة

Edition Number

طبعة ثانية منقحة ومزيدة

Genres

٢٣ـ الرضا بالقليل من الناس، وترك مطالبتهم بالمثل:
وذلك بأن يأخذ منهم ما سهل عليهم، وطوعت له به أنفسهم سماحة واختيارا، وألا يحملهم على العنت والمشقة١.
قال - تعالى - ﴿خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٩] .
قال عبد الله بن الزبير ﵄ في هذه الآية: "أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس"٢.
وقال مجاهد: "يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس، مثل قبول الأعذار، والعفو، والمساهمة وترك الاستقصاء في البحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم"٣.
قال المقنع الكندي واصفا حاله مع قومه:
وأعطيهم مالي إذا كنت واجدا ... وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا٤.
وقال الآخر:
خذ العفو واصفح عن أمور كثيرة ... ودع كدر الأخلاق واعمد لما صفا٥.
"ولما قدم حاتم الأصم إلى أحمد بن حنبل قال له: أحمد بعد بشاشته به: أخبرني كيف التخلص إلى السلامة؟
فقال له حاتم: بثلاثة أشياء.

١ انظر: مدارج السالكين٢/٢٩٠.
٢ مدارج السالكين٢/٢٩٠.
٣ مدارج السالكين٢/٢٩٠.
٤ روضة العقلاء، ص١٧٤.
٥ عين الأدب والسياسة، ص٢٧٦.

1 / 116