105

Sūʾ al-khuluq

سوء الخلق

Publisher

درا بن خزيمة

Edition Number

طبعة ثانية منقحة ومزيدة

Genres

لعطاء الجند، وأمر مناديه، فنادى: أين عمرو بن جرموز - وهو الذي قتل أباه الزبير - فقيل له: أيها الأمير، إنه قد تباعد في الأرض.
فقال: أو يظن الجاهل أني أقيده بأبي عبد الله؟ فليظهر آمنا؛ ليأخذ عطاءه موفرا.
فعد الناس ذلك من مستحسن الكبر"١.
ومثل ذلك قول بعض الزعماء في شعره:
أو كلما طن الذباب طردته ... إن الذباب إذا علي كريم٢.
"وأكثر رجل من سب الأحنف وهو لا يجيبه، فقال - يعني الساب ـ: والله ما منعه من جوابي إلا هواني عليه"٣.
وفي مثله يقول الشاعر:
نجا بك لؤمك منجى الذباب ... حمته مقاذيره أن ينالا٤
"وشتم رجل الأحنف، وجعل يتبعه حتى بلغ حيه، فقال الأحنف: يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فهاته، وانصرف؛ لا يسمعك بعض سفهائنا، فتلقى ما تكره"٥.
وقيل للشعبي: فلان يتنقصك ويشتمك، فتمثل الشعبي بقول كثير:
هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلت٦

١ أدب الدنيا والدين، ص ٢٥٣.
٢ أدب الدنيا والدين، ص ٢٥٣.
٣ أدب الدنيا والدين، ص ٢٥٣.
٤ أدب الدنيا والدين، ص ٢٥٣.
٥ عيون الأخبار١/٢٨٧.
٦ بهجة المجالس٢/٤٣٦.

1 / 109