قال ابن تيمية: (وكذلك سائر الآثار تقتضي أنهم كانت عليهم السكينة في هذه المواطن، مع امتلاء القلوب بذكر اللَّه، وإجلاله وإكرامه، كما أن حالهم في الصلاة كذلك، وكان رفع الصوت في هذه المواطن الثلاث من عادة أهل الكتاب، والأعاجم) (١).
- ما ورد عن القيام للجنازة وعن الشق في القبر. . . ومن ذلك ما روى البخاري عن أم المؤمنين عائشة ﵂ قالت: (كان أهل الجاهلية يقومون لها، يقولون إذا رأوها: كنت في أهلك ما كنت مرتين) (٢)، وما رواه أهل السنن الأربعة عن جرير بن عبد اللَّه ﵁ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: "اللَّحدُ لنا والشَّقُ لِغيرنا" (٣).
قال ابن تيمية: (وفيه التنبيه على مخالفتنا لأهل الكتاب، حتى في وضع الميت في أسفل القبر) (٤).
- الأحاديث والآثار الواردة في النهي عن التشبيه بهم في المزي واللِّباس، واستعمال الآنية، وقص الشعر، والأمر بصبغ الشيب لمخالفتهم
(١) اقتضاء الصراط المستقيم: (١/ ٣١٥، ٣١٦)، المرجع السابق نفسه.
(٢) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (٣/ ١٣٩٤)، كتاب فضائل الصحابة - باب: (٥٦)، رقم الحديث: (٣٦٢٥)، بتحقيق: مصطفى ديب البُغا، مرجع سابق.
(٣) أخرجه الترمذي: الجامع الصحيح: (٣/ ٣٦٣)، كتاب الجنائز - باب: (٥٣)، حديث رقم: (١٠٤٥)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مرجع سابق، والنسائي: سنن النسائي: ٤/ ٣٨٤، كتاب الجنائز - باب [٨٥] حديث رقم [٢٠٠٨]، (مرجع سابق) وأخرجه ابن ماجه: سنن ابن ماجه: (١/ ٤٩٦)، كتاب الجنائز - باب (٣٩)، حديث رقم: (١٥٥٥)، عن ابن عباس.
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم: (١/ ٢٠٤)، تحقيق: ناصر بن عبد الكريم العقل، المرجع السابق نفسه.