77

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

فأخذ ماء من الحوض ورشّه على أصحابه، وقال: النار التي يعذب بها العصاة من أمة محمد ﷺ مثل هذا الماء في سخونته، ففرح الفقراء بذلك (١). فليشاهد القراء إلى الاستهزاء والاستخفاف وما أسوأه وأشنعه بالإضافة إلى النيل من شأن حديث رسول الله ﷺ الذي قال فيه: (ناركم جزء من سبعين جزء من نار جهنم، قيل: يا رسول الله، إن كانت لكافية (٢)، قال: فضلت عليهن بتسعة وستين جزء كلّهن مثل حرّها) (٣). هذا ويقول الإسكندري: " من عبده لشيء يرجوه منه أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه فما قام بحق أوصافة " (٤). ومن أهم ما روي في ذلك ما رواه ابن الملقن في طبقاته عن أبي الحسن بن الموفق المتوفى ٢٦٥ هـ أنه قال: " اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفًا من نارك فعذّبني بها. وأن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لجنتك وشوقًا إليها فأحرمنيها " (٥). ورووا عن شاب كان قلبه على قلب إبراهيم الخليل كما يقولون، فينقلون عنه أنه كان يقول: " يا سماء ويا أرض أشهدا عني ما خطر على قلبي ذكر الجنة والنار قط مثل إبراهيم الخليل " (٦). فأنظر ما أجرأهم على الكذب، قطع النظر عن استحقار الجنة ونعيمها، التي لم يكن

(١) طبقات الشعراني ج ٢ ص ١٠٠. (٢) أي أن هذه النار الدنيوية كافية في العقبى لإحتراق الكفار، فهلا أكتفي بها ولأي شيء زيد في حرّها (الألباني). (٣) متفق عليه. (٤) أنظر غيث المواهب ج ١ ص ٢٣٩. (٥) طبقات الأولياء لأبن الملقن ص ٣٤٢. (٦) المصدر السابق.

1 / 84