172

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

الأشرار، ويسنح عن الشوق فتضطرب الجوارح طربًا أو حزنًا عند ذلك الوارد ... وقال بعضهم: الوجد بشارات الحق بالترقي إلى مقامات مشاهداته " (١). وأما الغزالي فقد أطال فيه الكلام فيه بعد ذكر الأقاويل الكثيرة عن المتصوفة والحكماء: " أنه عبارة عن حالة يثمرها السماع وذلك جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة " (٢). وأما القشيري فنقل عن محمد بن الحسيني أنه قال: " سمعت عبد الواحد بن بكر يقول: " سمعت عبد الله بن عبد المجيد الصوفي يقول: سئل رويم عن وجود الصوفية (أي عما يجدونه) عند السماع، فقال: يشهدون المعاني التي تعزب عن غيرهم فتشير إليهم: إليّ إليّ، فيتنعمون بذلك من الفرح ثم يقطع الحجاب فيعود ذلك الفرح بكاء، فمنهم من يخرق ثيابه، ومنهم من يصيح، ومنهم من يبكي، كلّ إنسان على قدره " (٣). وشرح عبد الله الأنصاري الهروي الوجد بقوله: " الوجد لهب يتأجج من شهود عارض مقلق - ثم ذكر له درجات - فقال: الدرجة الأولى وجد عارض. والدرجة الثانية: يستفيق له الروح بلمع نور أزليّ أو سماع نداء أوّلي أو جذب حقيقي. والدرجة الثالثة وجد يخطف العبد من يد الكونين، ويمحص معناه من درن الحظ، ويسلبه من رقّ الماء والطين (٤). وأما النداء الأولي الذي أشار إليه الهروي في هذا النص قد ذكره كثير من المتصوفة

(١) التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ص ١٣٤. (٢) إحياء علوم الدين للغزالي ج ٢ ص ٢٦٨. (٣) الرسالة القشيرية ج ٢ ص ٦٤٧. (٤) منازل السائرين للخواجة عبد الله الأنصاري الهروي ص ١٦٢.

1 / 179