169

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

والهجويري أيضا بوب بابًا في ذكر آداب السماع، وعد آدابًا كثيرة، منها: " إذا استولى السماع على جماعة ولم يكن له منه نصيب فينظر إلى سكرهم بصحوة فيجب أن يكون محتاجًا إلى الوقت ويمكن لسلطان الوقت لتصل إليه بركاته " (١). والسرقسطي أيضًا ذكر آداب السماع، ومن جملتها: " ولا يجوز عنده التكلم ... ولا التلاهي لا ولا التبسم " (٢). ثم يشرح ابن عجيبة الحسني هذا البيت بقوله: " إنما لا يجوز التكلم عنده (أي عند السماع) لأنه عند العارفين محل الوجد والخمرة، والكلام يشوش القلب ويبعده من الحضرة، ويتلف عن الحقيقة، فالواجب تركه لمن أراد جبر قلبه ... وأما التبسم فإن فيه إساءة الأدب، فإن غلبه خرج، وإلاّ أُخرج وزُجر. قال السلمي ﵀: ولا يحضر مجلس السماع من يبتسم أو يتلاهى " (٣). والشعراني نقل عن ابن عربي أن من آداب القوم في السماع أن لا يكون هناك من ليس من أهل طريقة أو من أهل طريقهم لكنه ينكر السماع ولا يقول به " (٤). ويقول: " وإذا سقطت عمامة الشيخ عن رأسه أو وضعها هو اختيارًا لثقلها أو لشدة حر ونحو ذلك، فمن الأدب موافقة الفقراء له في ذلك، فيضعون كلهم عمائمهم كذلك، وإن رمى الشيخ عمامته إلى القوال أو رداءه فلهم أن يوافقوه بصدق، وليحذر أحدهم أن يرمي خرفته للقوال من غير إشارة الشيخ فإنه ترك الأدب، وإذا وقع من أحد من الفقراء خرفة أو عمامة في غير وجد، فيستحب للنقيب رفعها عن مواقع الأقدام إكرامًا لها، وإن كانت عمامة الشيخ رفعها كذلك وصار قائمًا بها إلى أن يطلبها الشيخ بالقرينة أو الإشارة، فهناك يتقدم النقيب ويضعها على رأس الشيخ قائلًا بسم الله الرحمن الرحيم

(١) كشف المحجوب للهجويري ص ٦٦٨. (٢) المباحث الأصلية للسرقسطي ضمن الفتوحات الإلهية لابن عجيبة ص ١٩٠. (٣) الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسني ص ١٩٠، ١٩١ ط عالم الفكر القاهرة. (٤) الأنوار القدسية للشعراني ج ٢ ص ١٨٧.

1 / 176