127

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Publisher

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

عن الله رأسًا دون النظر إلى إسنادها، ورواتها مثل ما ذكر الشعراني عن أبي المواهب الشاذلي أنه قال: " رأيت رسول الله ﷺ فسألته عن الحديث المشهور، «واذكروا حتى يقولوا مجنون»، وفي «صحيح ابن حبان»: «أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون». فقال رسول الله ﷺ: صدق ابن حبان في روايته، وصدق راوي " اذكروا الله " فإني قلتهما معًا، مرة قلت هذا، ومرة قلت هذا (١). ويقول نجم الدين الكبرى المقتول ٦١٨هـ: " غيث فأبصرت النبي ﵇ ومعه علي، فبادرت إلى علي فأخذت بيده وصافحته، وألهمت كأني سمعت في الأخبار عن النبي ﷺ أنه قال: من صافح عليًّا دخل الجنة، فجعلت أسأل عليًّا عن هذا الحديث أصحيح هو؟ فكان يقول: نعم، صدق رسول الله ﷺ صدق رسول الله ﷺ من صافحني دخل الجنة " (٢). وفي هذا المعنى ذكر الصوفي المشهور أبو طالب المكي قصة مكذوبة على الإمام احمد بن حنبل، أن داود المحبر لما صنّف كتاب «العمل» جاء أحمد بن حنبل فطلبه منه، فنظر فيه أحمد صفحًا، ثم رده إليه. فقال: ما لك؟ قال: أسانيد ضعفاء. فقال له داود: أنا لم أخرجه على أسانيد، فانظر فيه بعين الخبر " (٣). وما أكثر ما يقوله المتصوفة ردّا على أهل الحديث لتمسكهم بالإسناد تصحيحًا لرواية وتضعيفًا لها: " أخذتم علمكم ميتًا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت " (٤).

(١) «الطبقات الكبرى» للشعراني ج٢ ص ٧٦. (٢) «فواتح الجمال وفواتح الجلال» لنجم الدين الكبرى ص١٢ بتصحيح الدكتور رفريتز مائر، ط ألمانيا ١٩٥٧م. (٣) «قوت القلوب في معاملة المحبوب» لأبي طالب المكي ج٢ ص١٥٢. (٤) «ذخائر الأعلاق» لابن عربي ص١٥٣، «الجواهر والدرر» للشعراني ص ٢٨٦، هامش الرسالة القشيرية ج١ ص٨٨ وغيرها من الكتب الكثيرة.

1 / 134