Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah
أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة
Genres
وقال آخرون في ذلك إن أبا عبد الرحمن عبيد الله بن محمد بن عائشة (^١) يقول: إن آدم ﵇، لما تيب عليه عند الفجر، صلى ركعتين فصارت الصبح، وفدى إسحاق عند الظهر فصلى إبراهيم ﵇ أربعًا، فصارت الظهر، وبعث عزير فقيل له كم لبثت؟ فقال: يومًا، فرأى الشمس فقال: أو بعض يوم، فصلى أربع ركعات فصارت العصر.
وقد قيل غفر لعزير ﵇، وغفر لداود ﵇، عند المغرب، فقام فصلى أربع ركعات، فجهد فجلس في الثالثة، فصارت المغرب ثلاثًا.
وأول من صلى العشاء الآخرة، نبينا محمد ﷺ، فلذلك قالوا الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
فهذه - عندنا - معنى صحيح، لأن أول الصلوات إن كانت الصبح، وآخرها العشاء الآخرة، فالوسطى فيما بين الأولى والآخرة هي العصر، فلذلك قلنا إن الصلاة الوسطى صلاة العصر،
وهذا قول: أبي حنيفة، وأبي يوسف ومحمد، رحمهم الله تعالى.
(شرح معاني الآثار - ١/ ١٦٧ - ١٧٦).
الدراسة
ذكر الإمام الطحاوي ثلاثة أقوال في المراد بقوله تعالى: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة:٢٣٨]. مرجحًا أن المراد بالصلاة الوسطى: صلاة العصر.
وهذه الآية من الآيات التي أشكل على العلماء معرفة المراد بها، حتى إن شرف الدين أبا محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي - صنف فيها كتابًا أسماه بـ (كشف المغطى في تبيين الصلاة الوسطى) ذكر فيه قرابة عشرين قولًا.
(^١) أبو عبد الرحمن هو: عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي التيمي، المعروف بابن عائشة، لأنه ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، قال فيه أبو
حاتم: صدوق ثقة، وكانت وفاته سنة (٢٢٨ هـ). (تهذيب الكمال - ٥/ ٦٠).
1 / 235