Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

Abdul Rahim Al-Tahan d. Unknown
118

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Genres

.. والآية المباركة – كما قدمت تحتمل القولين، والقول بهما هو المتعين فالله – جل وعلا – يتكرم على المؤمنين يوم القيامة فيلحق الذرية الكبار بدرجة الآباء – وإن لم تؤهلهم أعمالهم لدرجات آبائهم – فضلا ً منه ومنة، ويلحق أيضًا الذرية الصغار بدرجة آبائهم، وأن لم يصدر منهم عمل ما لانعدام تكليفهم لصغرهم، وقد رجح الطبري القول الأول ولم يرد القول الثاني، بل ذكر أن له ما يقرره، وإذا كان الطبري رجح القول الأول فإن القول الثاني قد رجحه القاضي منذر بن سعيد البَلُّوطي، وقال به الإمام الشافعي – ﵏ جميعًا – وعبارته في كتاب الأم: إن الله – ﷿ – بفضل نعمته أثاب الناس على الأعمال أضعافهما، ومن ّ على المؤمنين بأن ألحق بهم ذرياتهم، ووفر عليهم أعمالهم، فقال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ الطور٢١ فلما منّ على الذراري بإدخالهم جنته بلا عمل كان أن منّ عليهم بأن يكتب لهم عمل البر في الحج وإن لم يجب عليهم، ثم قال وقد جاءت الأحاديث في أطفال المسلمين أنهم يدخلون الجنة (١) .

(١) انظر نسبة ما تقدم وتفصيله في تفسير الطبري: (٢٧/١٦)، ونسب الألوسي في تفسيره: (٢٧/٣٢) ترجيحَ القول الأول إلى معظم العلماء، وأكثرهم، وإليه يظهر ميل ابن كثير في تفسيره: (٤/٢٤٢) وانظر قول القاضي منذر بن سعيد في البحر المحيط: (٨/١٤٩) وروح المعاني: (٢٧/٣٢) ومنذر بن سعيد البَلُّوطي هو القاضي العادل الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، وبقي في القضاء في الأندلس ستة عشر عامًا لم يحفظ عليه جور في قضية ولا قسم بغير سوية، جمع صنوف الخير، والتقوى والزهد، ومواقفه مع الأمراء لا تقل عن مواقف الحسن البصري – ﵏ جميعًا – توفي سنة ٣٦٦هـ انظر سيرته العطرة وترجمته المباركة الفاخرة في البداية والنهاية: (١١/٢٨٨)، وشجرة النور: (١/٩٠) وشذرات الذهب: (٣/١٧) وانظر قول الشافعي في الأم: (٢/١١) ونقله عنه البيهقي في الاعتقاد: (١٦٨) . ... وبوقوفك على ما تقدم لن تتوقف في رد كلام القاسمي في محاسن التأويل: (١٦/٢١٢) حيث قال: وأما من قال في معنى الآية: إن المؤمن ترفع له ذريته فيلحقون به، وإن كانوا دونه في العمل فلا تقتضيه الآية تصريحًا ولا تلويحًا أ. هـ.

1 / 118