Siyasat Nama Nizam Mulk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
عليها فقد كنت في غزو وجهاد مستمر بالهند لكنني أتيتها لكثرة الرسائل المتعاقبة التي كانت تصل إلي من المسلمين وكلها تتحدث عن فساد الديالمة وظلمهم بالعراق وإظهارهم البدعة والجهر بها ونصبهم الكمائن على ملتقى الطرق ومعابرها فكلما مرت امرأة أو غلام طرير وسيم ينقضون عليهم ويأخذونهم عنوة ويرتكنون الفاحشة معهم ثم انهم يخضبون أيدي المرد وأرجلهم بالحناء ويحتفظون بهم إلى المدة التي يشاؤون ويطلقونهم بعد ذلك كما أنهم يلعنون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية ويقذفون عائشة الصديقة رضي الله عنهما وهي أم المؤمنين بالزنا ثم أن المستقطعين يحصلون الخراج من الزراع مرتين أو ثلاثا في السنة ويفعلون ما يحلو لهم أما الملك الذي يلقبونه مجد الدولة فاقتنع بان يخلعوا عليه لقب ملك الملوك وله من الأزواج تسع دخل بهن شرعا أما الرعية فأنهم يظهرون مذهب الزنادقة والباطنية علانية في كل مكان بالمدن والأطراف ويسفهون الله والرسول ويشتمونهما وينفون الخالق على الملأ وينكرون الصلاة والصوم والحج والزكاة فلا المستقطعون يزجرونهم عن أقوال الكفر هذه ولا هم يقولون للمستقطعين لم تسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعيثون في الناس ظلما وفسادا إن كلا الفريقين يؤازر الاخر
فلما أخبرت بحقيقة الحال اثرت هذا الأمر على غزو الهند واتجهت نحو العراق وسلطت جيش الترك الذين هم حنفيون وأنقى المسلمين على رقاب الديالمة والزنادقة والباطنبة لأستأصل جذورهم فمنهم من قتل بسيوفهم ومنهم من كبل بالأغلال وزج به في السجن ومنهم من تشتت في الافاق ثم أسندت كل الأعمال والمهام إلى سادة خراسان وولاتها وحكامها فهم من الحنفية أو الشافعية الأطهار إن هاتين الطائفتين أعداء للرافضة والباطنية وكل الخارجين على الدين وعلى وئام مع الأتراك ثم نحيت كل الكتبة العراقيين لعلمي أن أكثرهم من تلك الفئات الباغية وأنهم يفسدون على الترك أعمالهم كل هذا لكي أصفي العراق من أصحاب المذاهب الخبيثة والمعتقدات السيئة في مدة قليلة بعون الله عز وجل فالله تعالى خلقنا لهذا وولانا الخلق لنمحو المفسدين من على وجه المعمورة ونحمي أهل الصلاح ونملأ الأرض عدلا وسخاء ورحمة
وفي غضون هذا بلغنا أن جماعة من مفسدي كوج وبلوج سطوا على استراحة دير الجص وسرقوا منها مالا اريدك أن تقبض عليهم وتسترد الأموال منهم ثم تشنقهم جميعا أو ترسلهم بما سرقوا مكبلي الأيدي إلى الري فأني لهم الجرأة على تجاوز كرمان إلى
Page 102