Siyasat Nama Nizam Mulk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
وفي ضحى اليوم التالي إذ كنت جالسا في بيتي جاء رسول الأمير في طلبي وقال يقول الأمير أرجو أن تكلف نفسك عناء الحضور إلى قصري فمضيت ولما دخلت عليه قام في وجهي وأجلسني في مكان أثير وأخذ يشتم وكلاءه ويلعنهم وينحي باللائمة عليهم قائلا إنهم هم الذين قصروا أما أنا فكنت مشغولا بخدمة الملك وقضاء أعماله ثم قال للموكل بالخزانة إلي بكيس ذهب وميزان ووزن مائتي دينار وناولينها فشكرت له ونهضت لأنصرف لكنه قال اجلس قليلا وأحضر الطعام وبعد أن أكلنا وغسلنا أيدينا همس في أذن أحد الخدم شيئا فذهب الخادم وأحضر خلعة في الحال وقال الأمير ألبسه فألبست جبة ثمينة وعمامة مقصبة ثم قال الأمير لي هل رضيت عني بقلب سليم قلت أجل قال أعد إلي سندي واذهب الان إلى الخياط العجوز وقل له لقد استرددت حقي كاملا وانني عن فلان لراض قلت سافعل لأنه هو نفسه طلب إلي أن أخبره غدا ومضيت من قصر الأمير إلى الخياط وقلت له لقد استدعاني الأمير وأكرمني ودفع إلي بقية ذهبي ووصلني بهذه الجبة وهذه العمامة وليس هذا في رأيي إلا من بركة كلامك فماذا يحدث لو قبلت مني مائتي دينار لكنه على الرغم من كثرة ما حاولت لم يقبل ثم نهضت وعدت إلى دكاني فرحا مسرورا
وفي اليوم التالي اعددت حملا وعددا من الدجاج المقلي وذهبت بها إلى الخياط ومعي طبق حلوى وكعك أيضا وقلت يا شيخ إنك لا تقبل ذهبا فأرجو لكي يدخل السرور على قلبي أن تقبل مني هذا القدر من المأكولات تبركا فهو من كسبي الحلال فقال قبلت ومد يده وشرع يأكل من طعامي ويناول أجيريه ثم قلت له ان لي عندك حاجة إن تقضها أقل قال قلت لقد كلم كل أشراف بغداد وأمرائها الأمير في أمري فلم يستمع لأحد ولقد عجز القاضي عنه أيضا فلم استجاب لكلامك ونفذ كل ما قلت حالا ورد ألي ذهبي ما سبب حرمتك هذه عنده قل لي لأعرفه قال أو ما تدري خبري مع أمير المؤمنين قلت لا قال أصغ إلي وهاك ما أقول
قال اعلم أنني أؤذن على مئذنة هذا المسجد منذ ثلاثين سنة وأكسب رزقي من الخياطة لم أشرب الخمرة ولم أرتكب الزنا أو اللواط أو أقترف الأعمال القبيحة قط
Page 91