Siyasat Nama Nizam Mulk
سياست نامه أو سير الملوك
Investigator
يوسف حسين بكار
Publisher
دار الثقافة - قطر
Edition Number
الثانية، 1407
زمام أمره وأطلق لهواها العنان فكان ينفذ ما تقول فلا جرم إذن في أنها تجاسرت ومالت إلى فرهاد مع أنها كانت زوج كسرى الملك
أقوال في الموضوع
سئل بزرجمهر ما السبب الذي كان وراء انهيار ملك ال ساسان مع أن مقاليد أمرهم كانت بيدك وانه لا نظير لك اليوم في العالم كله رأيا وتدبيرا وحكمة وعلما فقال كان سبب ذلك شيئين أحدهما أنهم قلدوا الأعمال العظيمة الهامة للصغار الناشئين والاخر أنهم كانوا خصوما للعلم وأهله
يجب أن يشرى العظماء والعقلاء ويقلدوا جلائل الأعمال لقد كان عملي مع النساء والأطفال وهذان الصنفان لا عقل لهما ولا علم وليعلم أنه متى أنيطت شؤون أية مملكة بالنساء والأطفال فإن الملك سيزول عن تلك الأسرة
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم شاوروهن وخالفوهن فلو كن تامات العقول لما حض الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل يخلاف رأيهن
رأي النساء وعلمهن
ورد في الأخبار أنه لما اشتدت وطأة المرض على النبي صلى الله عليه وسلم في اخر العهد ووصل به الضعف إلى حد أنه لما حان وقت صلاة الفرض والصحابة بانتظاره في المسجد لأدائها جماعة لم تسعفه طاقته على الذهاب وكانت عائشة وحفصة رضي الله عنهما تجلسان انذاك عن جانبي الرسول عليه السلام فقالت له عائشة يا رسول الله هذا أوان الصلاة ولا طاقة لك على الذهاب إلى المسجد فمن تأمر من الصحابة بان يصلي بالناس قال أبو بكر فقالت مرة ثانية من تندب للصلاة بالناس قال أبو بكر فقالت الثالثة من تأمر بأن يصلي بالناس قال أبو بكر وانقضت برهة ثم قالت عائشة لحفصة بصوت خفيض لقد قلت ثلاث مرات فقولي له أنت مرة واحدة ان أمير المؤمنين أبا بكر رجل رقيق القلب وهو يحبك حبا جما فحين يرى مكانك في المحراب خاليا يغلبه البكاء ولا يستطيع أن يتمالك نفسه فتبطل الصلاة عليه وعلى الناس لكن عمر رجل صلب قوي القلب فمره أن يصلي بالناس فلما كلمت حفصة الرسول عليه السلام بهذا النحو قال صلى الله عليه وسلم مثلكن مثل يوسف وكرسف لن امر من تريدان بأن يصلي بالناس بل سامر بما فيه الصواب والصلاح قولا لأبي بكر أن يتقدم ويصلي بالناس الجماعة
Page 228